أيٌها النورسُ يا وطنًا يتموجُ طِيبًا يَسكنُني منذُ نثرتُ الهمسَ على قدميهِ منذُ دمغتُ اللحنَ على شفتيهِ العشقُ مَزَارٌ وحوافرُهُ مائدةُ الزمنِ المطلقْ مَنْ يأكلُ منها لا يَشْبعُ إلاّ بالجوعِ وبالحزنْ ها أنا ذا أرفعُ راياتي وأسلمُ أمري لِلجوعِ وللحزنْ وألقنُ ذاكرتي وأرددُ مَسرورًا لَهْفِي مُكْتملٌ يتعرَّى كلَّ مساءْ أَضْفرُ هَدْأتَهُ فيفوح بريحٍ تتسربُ في النسيانْ. يا نورسَ قلبي كم نمتُ وحيدًا مهمومًا بسكونِ الأردافْ؟! كم مراتٍ وأنا أترقَّبُ غبشَ الصمتْ؟! كم أناتٍ يرسلُها صدري نحو الخيطِ الأبيض والأسودْ؟! يا نورسَ عمري مهلاً .... هل يُشفَعُ لي إن مزقتُ خَريفِي وجعلتُ أَحبتَهُ جُندًا لحوافرِ طَلعاتِكْ هل يشفعُ لي شَجَني ...................... يا نورسَ صُبحِي وَمَسَائي أَجْفَلَ حُبي المتهالكْ وجزيتُ جُنونِي بالتقصيرْ يا فاتحتي أنتِ مملكةُ الخمرْ وغصنُ الزيتونْ وجمرُ الوعيْ. --------- (*) شاعر وأكاديمي من اليمن