سجل العام المنصرف في صفحة الأيام الأخيرة من عمره فوز الروائي السوري خليل صويلح بجائزة نجيب محفوظ لعام 2009 تزامنًا مع ذكري ميلاد محفوظ ال98 والتي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن روايته الأولي “ورّاق وأوضح مارك لينز مدير قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في حيثيات فوز صويلح بالجائزة أن رواية “وراق الحب” رواية ذكية ببراعة خليل صويلح في القص وفهو يجيد فن الاستطراد دون أن يفقد بوصلة السرد، وتنفذ هذه الرواية إلي ماهية فعل الكتابة داته من خلال تضمينها وتوظيفها لجمع من النصوص التي تتواصل وتتعارض معها في نفس الوقت مؤكدة بذلك أن الكتابة دائمًا ما تكون كتابة على كتابة فكل كتابة جديدة بمثابة تكرار وإعادة خلاقة لعملية الكتابة الإبداعية. ومن جانبه أبدى الصويلح سعادته بفوزه بالجائزة قائلاً: استحضر الآن صورة ذلك الفتى الذي كنته في قريه عند حدود الصحراء في بيت طيني يفتقد الكتب عدا نسخة قديمة من القرآن، ذات يوم صيفي انتبهت إلي كتاب مهتريء قرب موقد النار ربما أحضرته أمي لاستعماله في إشعال الحطب ، كان الكتاب دون غلاف فقرأت عنوانه في الصفحة الأولي "عبث الأقدار " لمؤلف مجهول بالنسبة لى، هو نجيب محفوظ، لا اتذكر اليوم محتويات هذه الرواية ولكن ربما كان نجيب محفوظ نفسه هو من قادنى إلي التهلكة، ولعل هذه جائزة محفوظ للرواية ستضعنى مجدداً أمام مرمي مكشوف وانا حارس أعزل.” مضيفًا: لطالما كنت أريد أن أكون ذلك التاجر البغدادي الذي اخترعت له حكاية في روايتى “وراق الحب” وبعد سنوات من المكابدات بين بلدان متباعدة لجمع ما كتب في الحب وجد هذا الرجل ميتًا أمام عتبة بيت من أحب وقد سد الزقاق بقافلة من الجمال المحملة بمئات المخطوطات التى نسخها بخط يده إلي أن أصابه الشلل”. شهادات حول “ورّاق الحب” وعن الرواية يقول الناقد الدكتور جابر عصفور عضو لجنة تحكيم الجائزة: “ليس من الغريب أن يجعل خليل صويلح عنوان روايته “وراق الحب” فالكلمة الأولي تشير إلي الوراقة المقترنة بصناعة الورق أو الاشتغال بدنيا الكتابة عبر الشبكة اللانهائية من النصوص، وتحمل الكلمة الثانية دال الحب الذي يجمع الوراق بصنعته وكل الوراقين الذين سبقوه والجامع بين دلالات الكلمتين هو الكتابة، هذه الرواية شأنها شان الإبداع الحداثي تنعكس على نفسها في فعل تشكلها لتصف هذا التشكل في الوقت الذي تشير فيه إلي العالم الذي يقع خارجها بإشارات دالة.” كذلك أشار الناقد المغربي محمد براده عضو اللجنة إلى نجاح صويلح في تكسير طابع السرد الواقعي وذلك من خلال توظيف نصوص روائية وغير روائية لاستنبات شكل سردي يقوم على جعل محكياته تصل إلينا متخيلة النصوص التي يقتبسها من روايات أخرى والاستطرادات التي يوردها معلقًا على ظاهرة اجتماعية أو ثقافية، وهذا المنحنى أضفى على السرد مسحة من التنوع الممتع الذي يجعل الحدث يتسع ليأخذ أبعادًا إضافية وعلاوة على ذلك فإن بناء "وراق الحب" على روايات معروفة، جعله يبدو بمثابة تخييل على تخييل، يستكمل دلالاته من الروايات التى اشتهرت بتناولها لموضوع الحب والجسد. ويصف الناقد الأردني فخري صالح الرواية بقوله: "إنها رواية مشغولة بثقافة واسعة رفيعة المستوى متابعة لتحولات السرد وتنظيراته في العالم، ويبدع صويلح في تهجين سرده وحكاياته بما يقتبسه جاعلاً روايته التى تحكي عن الحب وتصنع منه فارقة ساخرة من نوع من الباروديا الهازلة العابثة، لعبة تناصية ذكية تلقي الضوء على موضوع الحب،