حظي منتدى تكنولوجيات المعلومات والاتصال للجميع تونس زائد 4 والذي أقيم تحت شعار «تكنولوجيات المعلومات والاتصال رافد للتجديد التكنولوجي ودفع للقدرة التنافسية والتنمية» باهتمام كبير وحضور تجاوز 1200 مشارك مثلوا 50 دولة خاصة بعد أن بينت الأزمة المالية العالمية أن تكنولوجيات المعلومات والاتصال ليست بمنأى عن الركود الاقتصادي، وهو ما ترجم في نهاية المنتدى بعزم البلدان المشاركة وممثلي القطاع الخاص ومكونات المجتمع المدني والتزامهم بالعمل على جعل هذا القطاع رافدًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم.. على هامش فعاليات المنتدى التقى «الأربعاء» برئيس الجمعية التونسية للإنترنت والوسائط المتعددة بتونس معز الصوابني، صاحب التجارب العديدة في تكنولوجيات الاتصال والمعلومات، الذي استهل حديثه متعقبًا حال العالم العربي مع التكنولوجيا على خلفية منتدى تونس الدولي المنعقد في 2005 والمنتدى الأخير قائلاً: العالم كله تغير بعد القمة العالمية، فهذا المنتدى من طراز رفيع، فقد شاركت فيه حكومات عديدة ممثلة في رؤساء بعثات ومن بينهم وزراء، ومنظمات دولية، بجانب الحضور الكبير للقطاع الخاص، الأمر الذي من شأنه أن يخدم العالم العربي وتونس تحديدًا، ستبقى في أجندة كل سنة تونس زائد 4 وبعده زائد خمسة حتى تبقى هناك متابعة دقيقة لما تقرر في قمة القمم قمة مجتمع المعلومات، ولا يبقى حبرًا على ورق، وهذه القمة أوفت بما وعدته، كما كانت هناك متابعة، وأصبحنا اليوم نتحدث عن أسماء حقول بلغات أجنبية، فالتكامل بين الدول في الاقتصاد الرقمي حاصل؛ لكن العمل متواصل كل سنة. ويتابع الصوابني حديثه مضيفًا: نحن مثلاً في تونس أصبحنا نرى أشياء ملموسة، حيث أصبحت تونس رقمية، وهناك مشاريع كبيرة بين القطاع الخاص والدولة والمجتمع المدني جعلتنا ضمن قرية العالم المهتم بدوره بتضخيم الرقمنة لتصبح الحياة في العالم افتراضية، وبوصفي أحد المستثمرين في هذا القطاع أرى أن الأزمة الاقتصادية العالمية لم تؤثر على قطاع الإنترنت؛ لأنه مر بأزمة من قبل وبالتحديد سنة 2000، واليوم تكنولوجيات الاتصال لم تتأثر كثيرًا، وهذا ليس كلامي أنا فقط بل هو كلام دراسات عميقة عن هذا الميدان، فأكثر ميدان لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية هو ميدان تكنولوجيات الاتصال، ومشكلتنا نحن العرب هو الحوار، وليس التكنولوجيات، وهذا الإشكال قديم لكنه يعيد نفسه في الميدان الرقمي. وأشير هنا إلى أن الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية هي لليوم وللغد، والعمود الفقري للاقتصاد العالمي، فالتبادل الإلكتروني في وقتنا الحاضر أصبح يعوض التبادل الاقتصادي العادي، ورجال الأعمال أصبحوا يتعاملون بالتبادل الإلكتروني أكثر من التعامل التقليدي، وذلك بالتراسل والتوقيع الإلكتروني، وهناك الشراء عن بعد، فكل شيء اليوم سجل نقلة نوعية، وجل العالم عالم افتراضي بمبادئه وقوانينه. نسبة ضعيفة ويستدرك الصوابني حديثه بإشارة إلا أن العالم العربي لا يشارك إلا بما نسبته 13% في هذه الشبكة وهي أقل بكثير من المعدل العالمي، مضيفًا: لا شك أن هذه النسبة أقل بكثير مما نرجو ونتوقع ونأمل، لأن تكنولوجيات الاتصال هي ثقافة وليس شيء يشترى. جيل اليوم يتطور ومع الوقت ستدخل الثقافة المعلوماتية كل الميادين وتصبح شيئًا عاديًّا في الحياة اليومية للمواطن العربي العادي، لأنه قد يستطيع بلد عربي شراء آخر ما صدر من تكنولوجيات الاتصال وإذا لم يستعملها المواطن فكأنه لم يفعل شيئًا. سطوة القرصنة ويختم الصوابني حديثه متناولاً ظاهرة القرصنة المرتبطة بالتعامل الإلكتروني قائلاً: لا شك أن القرصنة واحدة من سلبيات الإنترنيت، ومن الصعب اليوم سنّ قانون للحد منها، وقد رأينا التجربة الفرنسية في مجال القرصنة على الإنترنيت والمشاكل التي حدثت، وطالعنا تجارب أخرى أوروبية، لكن من الصعب اليوم عمل قانون؛ لأن شبكة الانترنيت مفتوحة على العالم، واسمها على جسمها (عنكبوتية) لا يمكن أن يكون هناك قانون يوقف القرصنة في العالم.