قد يتوقع المشاهد لأفلام النجم المصري محمد هنيدي أن يضحك كثيراً وينسي همومه، ولكنه أحيانا لا يتوقع أحداثاً مترابطة تحكم الفيلم من علاقات متشابكة تنقل الأحداث تصاعدياً داخل العمل الفني وتؤدي إلى نهاية منطقية، وهو الأمر الذي غاب عن فيلمه الجديد «أمير البحار». ورغم أن دعاية الفيلم بدأت قبل موسم عيد الأضحي بشهر تقريباً، وإنه أول فيلم عربي يتناول قضية قراصنة البحر بشكل كوميدي، قال هنيدي: قدمنا فيلما كوميديا عن القرصنة في البحار وفي نفس الوقت نقدم رسالة من خلاله إلى الجماهير وهي أن الفيلم لا يعتبر القرصنة في البحار فقط ولكن في كل مكان عندما يسطو أي شخص على شيء ليس من حقه. هذا ما قاله هنيدي، ولكن هناك من يرى أن توظيف القرصنة داخل الفيلم كوميدياً جاء أقرب إلى التهريج وافتعال افيهات بعيدة عن كوميديا الموقف. ورغم أنه التعاون الثانى لهنيدى مع المؤلف يوسف معاطي والمخرج وائل إحسان بعد فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، إلا أن «أمير البحار» يؤكد ما يقدمه هنيدي عقب فيلم ناجح، فيعود ويقدم فيلماً يُبرز نجوميته على حساب الأبطال المشاركين، وحتى البطولة النسائية أمامه ظهرت في صورة تقليدية. «أمير البحار» فيلم أقل بكثير من فيلمه السابق (رمضان مبروك أبو العلمين حمودة) وهي موضه أستمر فيها هنيدي وكأنه يسير على سطر ويترك سطراً، بفيلم جيد، ويعود بفيلم بدون قصة محبكة أو نهاية واقعية، رغم أنه تعاون مع نفس المخرج والمؤلف الذين نجحا سوياً في فيلمه السابق. يبدأ الفيلم بقصة متقاطعة الأحداث بدون حبكة تدور في حوارات بين شخصيات مبنية لتُقنع المشاهد بواقعية الأحداث، ف «أمير» الولد المدلل الفاشل في دراسته بالأكاديمية البحرية وهو يشعر بسطوته على اخواته البنات ويحب جارته ابنة رئيس الأكاديمية ولا يستطيع أن يعبّر عن حبه فيبحث عن وسيط يشرح فيستغل الوسيط سذاجة أمير ويرمي شباكه عليها وينجح فيُصدم أمير ويُحبط وهو في العام الذي نجح في تخطي الامتحانات فيترك شقة أسرته وينتقل للمركب الذي يملكه والده وبدون سبب مقنع نجد أمه تحضر مع أخواته وجارته ولسبب مجهول أيضا يجتمع أبطال الفيلم جميعهم تقريبا على متن القارب ولكي تكمل الأسباب غير المقنعة يهاجم القراصنة قارب «أمير البحار» ويطلق رئيسهم الرصاص دون إصابة أحد وطوال فترة احتجازهم كرهائن تظهر مفارقات كأن يتجول القراصنة بين الرهائن وكأن شيئاً لم يكن وإجراء اتصالات هاتفية على ظهر المركب وكأنهم في نزهة ويطلب زعيم القراصنة فدية 7 ملايين جنيه وإلا سيقتل الرهائن وبالفعل يبدأ في تنفيذ تهديده وترتفع النبرة الدرامية في الفيلم بناء على رغبة القراصنة باختيار أول الضحايا فيضحي هنيدي بنفسه في مشهد تقليدي وسط هلع أسرته لولا وصول المبلغ في الميعاد الذي حدده زعيم القراصنة ولإرضاء المشاهدين يتم التغلب على القراصنة بحيلة ساذجة من هنيدي ويتزوج من حبيبته وبدون تفسير يظهر القراصنة مربوطين بجانب العروسين وأحدهم يرقص طرباً من الفرح ليتنهى الفيلم فجأة. حاول هنيدي تقديم شخصية جديدة بتغيير نبرة صوته ولكنه لم ينجح، وحاول أن يجتهد في أداء الشخصية، فظهرت باهتة بدون أبعاد. كما أن الفيلم تماشى مع الموضة الحالية بإقحام أغنية حتى وإن كانت بدون توظيف فقدم أغنية تم تركيبها على موسيقى فيلم «تيتانيك» وحتى تصويرها كان نسخة مشوهة من أصل. كما أن شخصيات الفيلم تشعر وكأنهم يؤدون اسكتشات منفصلة يحاول اغلبهم إلقاء نكات.