** تعتبر كتب المؤرخ العلامة الشيخ عبدالقدوس الأنصاري مرجعاً هاماً وموثقاً عن الآثار التاريخية في بلادنا -عامة- وفي المدينةالمنورة خاصة، وقد استشهدت في مقالة سابقة عما ورد في كتابه (آثار المدينةالمنورة) عن الآثار التي يحتضنها جبل سلْع الواقع شمال البلدة الطاهرة والذي يتعرض منذ مدة لعملية نحت وإزالة -شنيعين- دون أن تتحرك الجهات المعنية لإيقاف هذا العبث بآثارنا وتاريخنا. ** واليوم أعود لكتاب آخر للمحقق الأنصاري والذي طلب العلم في حلقة شيخه المحدّث السلفي الطيب الأنصاري- رحمه الله- وهذ الكتاب الهام هو (بين التاريخ والآثار) والذي صدرت طبعته الأولى سنة 1969م في بيروت وكانت مشاهدات الأنصاري فيه تقوم على معاينة الأثر وتمحيصه والتثبت من حقيقته، يقول المرحوم الأنصاري (وفي سفحة جبل سلع الغربي يقع كهف بني حرام الذي كان به مبيت الرسول- صلى الله عليه وسلم- وبشمال هذا الكهف في سفح الجبل أيضاً مسجد الفتح، وفي علو سفح جبل سلع الجنوبي كتابة أثرية قديمة منقورة في الصخر نصها هو (أمسي وأصبح عمر وأبوبكر يشكوان إلى الله من كل ما يكره، يقبل الله عمر، الله يعامل عمر بالمغفرة)، وسبق أن أشرت إلى أن الرحالة المصري المعروف إبراهيم رفعت باشا الذي قام برحلته إلى مكةوالمدينة في مطلع القرن الرابع عشر الهجري لقد قام (رفعت باشا) بإثبات صورة هذا الأثر في كتابه الموسوم (مرآة الحرمين) ط1 1344ه-1925م،ج1،ص389. ** كما ذكرت أن محقق السيرة النبوية المعروف الباحث محمد حميدالله سبق له -أيضاً- أن صور هذا الأثر- بعناية- وأورده في كتابه القيم (مجموعة الوثائق النبوية) ط7 1422ه-2001م ص408. * وعدتُ إلى مسند إمام أهل السنة أحمد بن حنبل-رحمه الله- فوجدته يروي الحديث الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعداً يوم الخندق على فرضة من فُرض الخندق فقال: (شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس ملأ الله بطونهم وبيوتهم ناراً) أي المنافقين، وفي الهامش إسناده صحيح على شرط مسلم ورجاله ثقات رجال الشيخين.