في دهاليز مبنى قديم في حي الكندرة بجدة كان صوت المعاناة يعلو على كل صوت، أناس يشكون أحوالهم علّهم يحصلون على حقهم الذي كفلته الدولة لهم نظير وقوعهم أسرى الفقر والحاجة، وكان مصدر الإزعاج الأول لمراجعي مكتب الضمان الاجتماعي بمنطقة مكةالمكرمة عدم توفر مواقف كافية للسيارات وتقادم عمر المبنى الذي أصبح مظهره لا يسر الناظرين، وإن كانت مشكلة المبنى في طريقها للحل، إلا أن المعضلة الأكبر تتمثل في الإشاعات التي تنتشر بسرعة غير عادية بين المراجعين، ومنها إشاعات المكرمات التي تنطلق بين الحين والآخر لتشغل مكتب الضمان وموظفيه عن المراجعين الحقيقيين، حيث يستقطعون جزءا من وقت الدوام للإجابة على استفسارات الناس ونفى تلك الإشاعات. وبالمقابل أبدى بعض المراجعين انزعاجهم من الوقت الذي تستغرقه عملية دراسة الحالة ورفعها للجهة المختصة ومن ثم عملية صرف المستحقات أو المعونات المالية حيث وصفوا ذلك ب “الوقت بالطويل”. “المدينة” تجولت في المبنى واستمعت إلى شكاوى المراجعين ومسؤولي الضمان الإجتماعي حول ما يواجههم من معوقات. مكرمة ال 30 ألفا فضة البقمي قالت : سمعنا بأن هناك مكرمة تقدر بثلاثين ألف ريال تصرف عن طريق الضمان الاجتماعي، ولكننا لم نجد لها أثرا ، وسألنا حتى تعبنا ولم يدلنا أحد على حقيقة الأمر، فنحن مستحقون لها ونسمع أيضاَ أنها تعطي للمواطنين كبار السن من ذوي الحاجة وهم " أي الضمان" يرفضون إعطاءنا إياها ولا نعلم السبب. وأردفت: كذلك تم خصم مبلغ كبير من ضماني الاجتماعي وأصبح ينزل ناقصاً ولا أعلم السبب أيضاً وأتمنى أن يعيدوا لي ما خصم مني. مبنى متهالك وتضيف مخلدة المطيري: دائماً يقولون لنا انتظروا على الهاتف وسنأتي لدراسة حالتكم ومن ثم يأتون ويجرون دراستهم ولكن تطول المدة قبل أن نتحصل على شيء وعند المراجعة لا نجد إفادات واضحة، فيما نواجه بزحام شديد مع بداية الدوام، ولا يستطيع كبار السن الصبر على مشقة الزحام والتدافع مع مئات المراجعين وكذلك حال المبني الذي يعتبر سيئاً وغير صالح لأن يكون لدائرة حكومية مثل الضمان الإجتماعي تساهم في إصلاح أحوال الفقراء وهي فقيرة بمبناها المتهالك. مشكلة مواقف السيارات محمد الشمراني يقول : يشهد مبنى مكتب الضمان الإجتماعي بمنطقة مكةالمكرمة تكدساً غير عادي بالمراجعين في ظل عدم وجود أماكن تكفي تلك الأعداد الهائلة، كما أن شكل المبنى من الداخل ومكاتبه لا يوحي بأنه لدائرة حكومية، كذلك هناك مشكلة كبرى تواجهنا عند مراجعة المكتب وهي مشكلة مواقف السيارات فنضطر لإيقاف سياراتنا على بعد أكثر من كيلو متر، وكما تعلم أغلب مراجعي الضمان الاجتماعي من كبار السن والمرضى الذين يستحقون خدمة أفضل. وأضاف الشمراني أعتقد أنه لا بد من نقل المبنى إلى موقع أفضل وتوفير مواقف للسيارات وتسهيل عملية الصرف وآلياته قد يجعل العمل فيه محل رضا الناس . مبنى جديد مدير مكتب الضمان الاجتماعي بمنطقة مكةالمكرمة عبد الله آل طاوي قال: بالنسبة للمبنى هناك مبنى جديد ونحن على وشك الإنتهاء منه وربما ننتقل إليه قريباً، وقد راعينا فيه تلافي السلبيات الموجودة في الموقع الحالي وإحتياجات المراجعين. وأضاف : هناك إشاعات تخرج بين الحين والآخر تقود الكثير من المراجعين لمبنى الضمان وكما تعلم هناك كبار في السن لا يستوعبون النفي بسرعة وتظل المشكلة قائمة، ولكن نحن في الضمان ندرس حالة من يستحق مساعدة عاجلة منهم ونقوم بالرفع عنه للوزارة. وردا على ما أشار إليه أحد المستفيدين بشأن خصم مبلغ مالي من مخصصاته الشهرية قال : هناك آلية معينة للصرف والمبالغ التي قد تصرف، وأعتقد أن هناك مشكلة تواجه المستفيد الذي خصم من راتبه، وبإمكانه مراجعتنا للنظر في شكواه. معالجة استثنائية لأوضاع المتضررين في كارثة جدة أكد مدير مكتب الضمان الاجتماعي بمنطقة مكةالمكرمة عبد الله آل طاوي أن المتضررين في كارثة جدة من مستفيدي الضمان الاجتماعي لهم وضع استثنائي في تقديم معونات عاجلة لهم من حيث دراسة حالتهم والرفع بها، وكذلك فإن من يتقدم إلينا للحصول على بدل فاقد لبطاقة الصرف الآلي للضمان يتم صرفها له بشكل عاجل جداً. وأضاف : بفضل الله وجدنا جميع من يستحق الضمان في الأحياء المتضررة مسجلين لدينا ، وقد طلبنا بيانات بعض المستحقين للمساعدة وقمنا بإتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدتهم لتخطي ظروف المرحلة الحالية.