كنت قد زرت عاصمة الدولة العثمانية وإحدى مدن الجمهورية التركية حاليا، مدينة اسطنبول أو استانبول أو الآستانة أو القسطنطينية، سمها ما شئت، المهم أني زرتها قبل ربع قرن في رحلة علمية دراسية عن التاريخ العثماني أو العصمانلي كما يسمونه هم، وبقيت هناك حوالى ثلاثة أشهر نهلت فيها من علوم وثائقها التي تعتبر أهم وأكبر ثروة علمية عرفها البشر، وقد عدت لها قبل شهرين مرة أخرى في مهمة رسمية، فوجدت الفرق الشاسع الذي أوصل رجب طيب أردوغان إلى سدة الحكم رئيسا ثم رئيسا للوزراء برغبته، منطلقا من بلدية اسطنبول التي جعلها من أجمل المدن، بل وعادت لتحافظ على طابعها الإسلامي وتعيد أواصر القربى والمحبة من الدول الإسلامية، وبالرغم من ذلك فإن نسبة من الشعب التركي وخصوصا الشباب لا يريدون هذا الوضع، حيث علمت ذلك من خلال معرفتي للغة التركية الأم، لكن الحقيقة أن تركيا تغيرت كثيرا وتجاوزت معظم الدول العربية بل وبعض الأوروبية، وذلك في أشياء كثيرة منها سلوك مواطنيها، والطابع الإسلامي الجميل والنظافة، وتطور وسائل النقل وخصوصا القطارات فوق الأرض وتحت الأرض في معجزة رائعة، بل والعبارات، وكذلك بعض الأنظمة والتي لفت نظري منها أن الإشارات المرورية لا يوجد فيها الدوران للخلف (اليو تيرن) نهائيا، بل تمت معالجته في طريقة جميلة وأنيقة هي عبارة عن الاستمرار في طريقك للأمام ثم تنعطف يمينا في ممر جميل لولبي ثم تعود إلى المسار الثاني الذي تذهب من خلاله إلى طريقك بشكل عامودي، وكذلك توقف رجال المرور عند نهايات المرتفعات الجبلية لاختبار العادم عند صعودك الجبل وقياس نسبة الكربون فيه في الوقت الذي تجد لدينا أنك تتفاجأ بمركبة تمر بجانبك تلوثك أنت والبيئة معا، وأجمل ما رأيت هي مناطق الهروب عند نزولك من المرتفعات تلجأ لها لو اختلت مكابح السيارة وأنت نازل فتهرب لها، وهي عبارة عن طريق اسفلت يتحول إلى ترابي رملي وينتهي بتلة طينية توقف السيارة . * * * فتح مترو دبي في الثانية التاسعة من الدقيقة التاسعة من الساعة التاسعة من اليوم التاسع من الشهر التاسع من السنة التاسعة بعد العام الفين للميلاد وهو آلي بدون سائق، كلف خمسة عشر مليار درهم ونفذ خلال أربع سنوات فقط، وطوله سبعون كم ويحوي سبعا وأربعين محطة منها ما هو تحت الأرض ومنها ما هو فوق الأرض، والسؤال كم من المشروعات المتعثرة لدينا وكم سنة بقيت تحت التنفيذ مع ما يشوب ذلك من فوضى وتأخير وتلاعب؟!. * * * أظهرت دراسة علمية جديدة قام بها كل من (فراين البرغ وبراون سميث) أن طبيعة تكوين الرجل تختلف عن المرأة فالرجل ، بطبعه يملّ من العلاقة الزوجية بعد فترة ويصيب العلاقة نوع من الفتور، ولكن إذا ارتبط الرجل بامرأة أخرى فإنه يشتاق إلى زوجته الأولى ويعود النشاط إلى العلاقة بينهما، بينما المرأة بطبيعتها تكتفي برجل واحد، وقد شبّه العالمان هذه الحالة بمن يأكل طعاما واحدا لفترة طويلة فإنه يملّ من هذا الطعام ولكن إذا قام بتغيير نوع الطعام فإنه يشتاق مرة أخرى للطعام الأول، وهنا أظهرت الدراسة التي أجريت على أكثر من سبعمائة حالة أن الرجل المتزوج من أكثر من امرأة واحدة تكون علاقته الزوجية بزوجته الأولى أكثر نشاطا من الرجل المتزوج بامرأة واحدة فقط، وأفاد العالمان بأن زواج الرجل بامرأة ثانية يعود على الرجل بالنفع، وهذه رسالة للرجال وأستثني منهم نفسي !! أسعد الله أوقاتكم .