وجه الدكتور محمد بن سعيد اللويمي "مدرب تطوير الذات والتنمية البشرية" ندائه للشباب والفتيات بترشيد المشاعر وأوضح أن الفكرة تقوم على ما يراه من استنزاف للمشاعر في الأنترنت فقال:"سمعتم بالتأكيد عن ترشيد الكهرباء ، وترشيد المياه ، ولكن هل سمعتم عن ترشيد المشاعر ؟ إنه تعبير أطلقته قياسًا على التعبيرات السابقة ، فليست المشاعر التي تكوّن جزءًا من ذواتنا بأقل أهمية في حياتنا من الكهرباء مثلا ! كما أن ضريبة عدم الالتزام بهذا الترشيد الشعوري ، لا تقل فداحةً عن فاتورة الكهرباء حينما نستنزفها ليل نهار ، الفاتورة التي يقرأها كثير من الناس أكثر من مرة – رجاء أن تكون القراءة الأولى لها خاطئة - !" وأضاف اللويمي فقال:"أما الذي أوحى إليّ بفكرة ترشيد المشاعر فهو ما تشهده شبكة الإنترنت عموما والفيس بوك خصوصا من هدرٍ للمشاعر واستنزافٍ لها ، أو ما يحلو لبعضهم أن يسميه "الحب الإلكتروني" ، إنها كتل من المشاعر تلقى دون حسابٍ هنا وهناك ، وآمالٌ وردية تعقبها آلام سوداء ، ولكم أن تحصوا – ولن تحصوا – ضحايا الصدمات العاطفية ، التي تبدأ أولى خيوطها بمشاعر جياشة غير محسوبة ، خرجت دون حساب للعواقب ، والنتيجة : مشاعر سلبية مكان تلك العاطفة غير المرشّدة ، وتهشمٌ داخلي لقوام الروح " وشدد على أهمية الستر الداخلي للمشاعر فلا ينتهكها أي عابر فقال:"إذا كان الاهتمام بالستر الخارجي مهمًّا ، وهو عدم إظهار شيءٍ من الزينة وبذلها لكل عابر ، فإن الاهتمام بالستر الداخلي لا يقل أهمية ، وأعني به عدم إظهار المشاعر والعواطف غير المحسوبة ، وهي من الزينة الداخلية للمرأة ، تلك الزينة التي لا تقل عن زينتها الظاهرة في العيون ،ولست هنا لأمنع نشر المحبة والمودة بيننا ؛ فنحن كالجسد الواحد ، ويحب أحدنا لأخيه ما يحب لنفسه ، ولكنني هنا أقول : إن مشاعرنا ثمينة ، وفيها يكمن جزء غير قليل من شخصيتنا وطاقتنا وصمودنا ، وإهدارها هدر لأرواحنا وقلوبنا وتفكيرنا ، وهنا نستحضر الأثر الكريم الذي يغني عن كثيرٍ : "أحبب حبيبك هونًا ما ، فعسى أن يكون بغيضك يومًا ما ، وأبغض بغيضك هونا ما ، فعسى أن يكون حبيبك يومًا ما" ، وما أعظمه من ترشيدٍ كريم ! دمتم بكل سعادة ، وإيجابية ، وحب يصحبه ترشيد "