أكد ثلة من الأكاديميين والتربويين أن هناك شبابا مبدعا قادرا على تغيير خارطة مستقبل أمتنا في كثير من الجوانب، لكن مشكلته تكمن في تجاهل الأهل والأسر وعدم اهتمامها بتنمية مواهبهم، إضافة إلى غياب الجهات المختصة بتبني الموهوبين والمخترعين، مما يدفع اليأس في قلوب الشباب ويدفعهم للانزواء والانكفاء على ذواتهم. تجاهل الإعلام بداية يوضح الدكتور بدر حبيب الله عميد عمادة القبول والتسجيل السابق بجامعة الملك عبد العزيز أن من أهم أسباب غياب الشباب المبدع هي الإحباط وعدم التشجيع، سواء أكان ذلك من القطاع العام أو الخاص، حيث لا بد من اكتشاف المبدعين وإبرازهم، ومن الأسباب كذلك وجود الملهيات و المغريات المتعددة. ونّوه حبيب الله إلى أن كثيراً من الشباب العربي لا يتبنى أي قضية، فتجده يعمل ويكدح دون هدف محدد. محدداً عدة طرق لمعالجة هذه المشكلة، منها وجود مراكز على مستوى المدارس والجامعات، لأن ذلك يدعم المبدعين ويفتح لهم آفاقاً جديدة، فهناك الإبداع العلمي والإبداع الأدبي والإبداع الاقتصادي، فالمجتمع بحاجة إلى مبدعين في جميع التخصصات والمجالات وليس في مجال معين. ومضى حبيب الله قائلاً: لا بد أن تكون هناك مراكز تشجيع، ومعظم المراكز التي تعمل سواء أكانت للموهوبين أو المبدعين فهي في الحقيقة ضعيفة في الناحية المادية أو من قوة البرامج وكذلك القائمين عليها، فهم لا يستطيعوا أن يقدموا شيئاً للشباب. وأضاف: لا بد من وجود دعم مالي قوي لهؤلاء المبدعين سواء من الدولة أو القطاع الخاص، فالاحتكاك بشباب الدول الخارجية مهم جداً، حتى تصقل المواهب ويستطيعوا تطوير قدراتهم فهذه العناصر من أسباب تخلف العالم العربي وأدت إلى قلة وندرة المبدعين، فأي مبدع تجده يبرز في العالم العربي يتم استقطابه خارجياً بسهولة شديدة، فإذا كانت لنا نهضة فلا بد من الاهتمام بالمبدعين وذلك لأن أمة بلا مبدعين هي أمة نائمة، فأمتنا تحتاج للمبدعين في جميع المجالات. ميزانيات إضافية من جانبه أوضح البروفسور عبد الله بن محمد البكيري عميد كلية الطب بجامعة الملك سعود بالخرج أن الإبداع في كل عصر وجيل فهو موجود من أيام سيدنا آدم، ومسيرة الإبداع مستمرة، فبراءات الاختراع موجودة والإبداع موجود وليس قليلاً، لكنه لم يحظ بإعلام جيد، وللأسف تظل إبداعات هؤلاء حبيسة الأدراج! فبراءات الاختراع موجودة ولكنها ليست معروفة والسبب هو أن الإعلام كذلك مقصر في إبرازها و إبراز المبدعين، فبراءات الاختراع موجودة سواء في جامعة الملك سعود أو جامعة الملك عبد العزيز وغيرها من الجامعات. ويمضي البكيري معدداً أسباب انحسار المبدعين، قائلاًك من أهم المشاكل التي تواجه المبدعين كذلك عدم تهيئة المناخ المناسب لهم وافتقارهم للدعم المالي مقارنة بنظرائهم في الشعوب الأخرى كالولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا والصين، فهذه الدول لها إسهام كبير في الجانب الإبداعي لأن المبدعين فيها يحظون باهتمام كبير. واختتم البكيري بالقول: أناشد الجامعات ووزارة التعليم العالي على وجه الخصوص تخصيص مبالغ مناسبة للمبدعين والبحوث العلمية لأنها تحتاج إلى نصيب أكبر من الدعم المالي، فميزانية جامعة هارفرد في الولاياتالمتحدةالأمريكية للبحث العلمي تعادل ميزانيات جميع الجامعات في الدول العربية والإسلامية وهذه المعلومة تكفينا، وإذا أردنا أن نطور أنفسنا علينا أن نهتم أيضا بجودة البحث العلمي فهي جانب مهم جداً.