شهدت فترات ماضية هدمًا في بعض الآثار في المدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة ، كما شهدت أخرى اهتمامًا بترميمها والحرص على المحافظة عليها.. أما تلك التي رؤي أهمية هدمها وإزالتها ، فقد كانت مبرراتها أن بعض الجهلة من المسلمين القادمين الى الحج والعمرة وبعض غيرهم كادوا يعبدونها،الأمر الذي رجح عملية الهدم حتى لا تظل تمارس عندها الشركيات !!. وبناء على ماجاء في رأي معالي الشيخ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء بأن إزالة الأماكن التأريخية في مكةوالمدينةالمنورة يحيل تأريخنا الإسلامي إلى اسطورة من الأساطير وأن الدعوة لإزالتها محو لتأريخ الأمة واضعاف لجذوة الإيمان في نفوس الشباب . فقد استطلعت (المدينة) آراء كل من معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق والدكتور أنور البكري أستاذ السيرة النبوية بجامعة طيبة وأحد المهتمين بالآثار وعضو المجلس البلدي بالمدينةالمنورة ،والدكتور عمر فلاته عميد معهد الأئمة والخطباء بجامعة طيبة سابقاً ومدرس السنة النبوية بالمسجد النبوي الشريف . حيث قال د. يماني : إن الآثار التي تمتلئ بها جنبات مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة تستحق منّا صيانتها ورعايتها كأمانة لدينا لأنها تخصّ العالم الإسلامي مؤكدًا أنه من المهمّ أن لا نسمح لأي إنسان بالعبث فيها ولا بممارسة أي نوع من أنواع المخالفات عندها مشيرًا إلى أنها ظلت على مدى تاريخنا الإسلامي محفوظة ومرعية. واضاف د.يماني : إنه في جوانب الحرم الشريف آثار يجب أن نعلّمها لأولادنا ونأمرهم أن يفعلوا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم من بعده في هذه الأماكن مثل الملتزم وهو الذي بين الحجر الأسود وباب الكعبة المشرفة وهو من الأماكن المستجاب فيها الدعاء وهناك الحطيم ويطلق عليه حِجر اسماعيل عليه السلام وأطلق البعض هذا الاسم على المساحة الواقعة بين حجر اسماعيل بما فيها الحِجِر وبين الحجر الأسود ومقام إبراهيم عليه السلام وزمزم وهناك الحجر الأسود وهو الذي يبدأ منه الطواف وهو حجَر قبّله رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أنه يشهد لمن قبّله أو استلمه يوم القيامة وقبّله الأنبياء والصالحون ولا شك أن من واجبنا أن ندخل في مناهجنا الدراسية ومراكزنا الثقافية لمحات عن هذه الآثار والمواقع العظيمة في الحرم المكي والحرم المدني وحتى يكون لأولادنا علم بهذه الآثار ومواقعها وقيمتها وماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بها وماذا فعل الصحابة رضوان الله عليهم بها من بعده وكيف ظلت شاهدة على تاريخ هذا الانسان الذي خلقه الله عز وجل وجعل أول بيت له في هذا المكان الشريف. - و قال الدكتور أنور البكري : إنّ كل ما أكرمنا العين والآثار أعطيت لها حقها فمثلاً مسجد قباء ومسجد القبلتين هذه آثار النبي عندما بنتها الحكومة على أفضل طراز لم يحدث شئ من الممارسات والشركيات التي قد تمارس في أماكن أخرى نتيجة الإهمال .. مكان الغزوة يجب أن يكرم بإزالة البيوت التي حولها وينظم ماحولها من مكان ويوضع به مرشدون .. المكان يجب أن يوضع مشروع متكامل له.. جبل الرماة ..ونحن طالبنا أن يسيّج لكي لايصعده الناس :لأن الجبل يتآكل .. وأضاف البكري : إن الكثير من الاثار بحاجة إلى الاهتمام بها . - أما الدكتور عمر فلاته فقال : تحوي المدينةالمنورة الكثير من الاثار وبعض هذه الاثار لها ارتباط بالعبادة والبعض ليس له ارتباط بها ومع الأسف الشديد أن بعض القضايا مثل مسجد بني قريظة الذي هدم .. هذا مسجد صلى الرسول صلى الله عليه وسلم به وأنا في تصوّري ان هناك إهمالا في هذا المسجد حيث تسلط عليه بعض الجهلة وبدأوا بممارسة بدع كثيرة فمن حرص الإخوة وغيرتهم رأوا أن يهدم ولكن في تصوّري أن هذه الأماكن إذا كانت محل عبادة مثل المساجد ان لا تهدم وإنما يتم إعمارها وإجراء أنشطة جديدة بها وصيانتها من حيث توفير الائمة وطلبة العلم وهذا في الحقيقة يزيل البدع الموجودة بها ويبصّر الناس بها .. إنما هدم كل أثر يتتبعه الجهلة أمر غير ممكن ، فعندما قام عمر بن عبدالعزيز بهدم حجرات النبي صلى الله عليه وسلم بكى سعيد بن المسيب وقال لو تركتموها حتى يرى الناس كيف يعيش الرسول صلى الله عليه وسلم . يضيف فلاته: ليس من أجل أن يتبرّكوا بها فمثل المساجد السبعة قد يكون السابقون يريدون أن تبقى هذه الأماكن كمعالم ليتعرف الناس عليها وتبقى كمعالم فرأوا أن يبنى حولها مساجد ولكن للأسف الشديد فإن الجهلة استغلوا هذه المساجد وأفسدوا على الناس ولم يكن من أولئك سوى المناداة بهدمها ولكن أساليب التعريف الان اختلفت عن ذي قبل فلوا أمكن الآن تعريف الناس بها دون بناء حولها أو هدمها لكان أفضل . إما إننا نهمله إهمالا يقضي على معالمه وهذا للأسف فيه طمس للتاريخ او نترك الجهلة يقدسونها لدرجة أنه تمارس عندها الشركيات . وأضاف فلاته : إن كل أثر وقضية يجب أن تعالج بالطريقة الأنسب .