لا غرو أن تُناط المهام الدقيقة والجسيمة للرجال العظماء، الذين يمتلكون المقوّمات المهارية القيادية، ويتّسمون بأرقى الخصائص الإدارية الإبداعية، ويتّصفون بالحكمة، والفطنة، والأناة، والرؤية في التعامل مع مجريات الأحداث، والتصدّي للمواقف والأزمات الطارئة التي تتطلّب شخصية قيادية متمرسة، وكفاءة وطنية فائقة، ورؤية عالمية نهضوية ثاقبة، كل تلك المقومات والمرتكزات الحضارية تتجلّى في شخص وفكر “نايف بن عبدالعزيز”. كلمة سموه الكريم العميقة والدقيقة، المملوءة بالدفء والمحبة لإخوانه وأبنائه المتقاعدين من منسوبي وزارة الداخلية مدنيين وعسكريين قبل أيام، والتي أعلن فيها على الملأ أن وضع المملكة العربية السعودية أمنيًّا واقتصاديًّا من أفضل الدول في العالم، كما أكد حقيقة أخرى هي أن وضعنا الاقتصادي هو الذي يدل على رسوخ الأمن في هذه البلاد، (فلولا الأمن ما كان هناك اقتصاد).. هذه الرؤية المبنية في الأساس على إستراتيجية أمنية وفكرية تدرك قيمة الأمن، وتثمّن أهميته؛ باعتباره أهم ركائز الاقتصاد، بل هو الحارس الأمين لحماية الحقوق الخاصة والعامة، والثروات ومصادرها، وهو أيضًا مفهوم يؤكد ارتباط الأمن بالاقتصاد؛ باعتبارهما يمثلان معادلة تلازمية وتبادلية تكاملية، تشكّلان مضمونًا أساسيًّا للأمن الاقتصادي الوطني، خاصة في ظل ظروف النظام العالمي الراهن. (فالمجتمع الآمن يعتبر البيئة المناسبة للنمو الاقتصادي، وعامل الجذب الأساسي للاستثمارات الأجنبية). وتعتمد قوة الأمن الاقتصادي للمملكة العربية السعودية على قوة المرتكزات وعمقها، في إطار الإيمان الكامل والشامل، بما فيها تنمية الرقابة الذاتية، وكذلك قدرة القيادة الأمنية على استثمار معطيات الانفجار التقني والمعرفي، بما يحقق المواكبة العالمية للسير في ركب الحضارة؛ لذلك كان البناء الاقتصادي مبنيًا وفق قاعدة أمنية صلبة، قادرة على حماية الوطن، وحفظ حقوقه، الأمر الذي انعكس على وجود مجتمع أمن مثالي، حقق بنية استثمارية قوية ولله الحمد، يبقى إدراك المجتمع في عدم التسليم بأن الأمن وظيفة المنظومة الأمنية بشكل ضماني دون الإيمان بأن أدوار كافة شرائح المجتمع أدوار محورية وأساسية، وذات أهمية بالغة في المساهمة في تحقيق الأمن بشتى صوره وأشكاله، سواء من خلال الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي وضعت في الأساس لحماية المواطن واقتصاده، أو من خلال الفاعلية في المشاركة في عمليات البناء والنماء والحفاظ على مكتسبات الوطن. حفظ الله علينا أمننا واقتصادنا، في ظل قيادتنا الوثّابة المتطلّعة إلى رقي مجتمعنا الواعد. فاكس: 5247470/02