اجتمع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في مكتبه بالوزارة امس مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو . وجرى خلال الاجتماع بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في المنطقة . وعقب الاجتماع أوضح سموه أن العلة في عدم الوصول إلى حلول في عملية السلام هي المعاملة المميزة لإسرائيل، مطالبا المجتمع الدولي بوقفة حازمة وجادة بوضع حد لسياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموما، وفي مدينة القدس خصوصا. ورأى سموه في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي أحمد اوغلو أن المطلوب حتى يتغير أسلوب معاملة إسرائيل وضع مقترح محدد يعلن المسائل الأساسية التي هي الحدود، والقدس، واللاجئين، وغيرها من المشكلات الأساسية، ودعوة الأطراف للمفاوضة للوصول إلى نتيجة. وتابع قائلا: «إذا وصلوا لنتيجة كان ذلك جيدا، وإذا لم يصلوا لنتيجة تذهب القضية إلى المحكمة الدولية، هذا هو أسلوب التعامل مع القضايا المشابهة للقضية الفلسطينية».وشدد سمو وزير الخارجية على أن رفض إسرائيل للسلام ليس في صالحها، موضحا أنها أول من تهدد بعدم الاستقرار الذي يحصل في منطقة الشرق الأوسط. ووصف سمو الأمير سعود الفيصل إسرائيل ب»الطفل المدلل» في المجتمع الدولي يفعل ما يشاء دونما مساءلة أو عقاب. وقال « غيرها من الدول عندما تخرق القانون الدولي تلقى جزاءها إلا إسرائيل، وإذا ارتكبت دولة أخرى جرائم حرب تأخذ جزاءها إلا إسرائيل».وقال: «نحن دائما متفائلون ونأمل في الخير، ونأمل من المجتمع الدولي أن يعي مسؤوليته لأن ترك الأمور لن يعالجها». وأشار الفيصل إلى أن المحادثات مع نظيره التركى تطرقت إلى «المشكلات التي تزخر بها منطقتنا، على رأسها المشكلة الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب والفكر الضال والمنحرف الذي يعصف بالمنطقة ويهدف لإشاعة الفتنة وإثارة النزعات العرقية والطائفية». ورأى أن أهمية دور تركيا «تنبع من كونها دولة إسلامية كبرى، ترتبط بعلاقات جيدة، وتتسم بالاحترام المتبادل مع دول منطقة الشرق الأوسط، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، والعمل وفق أطر الشرعية الإقليمية والدولية، وهو الأمر الذي جعل من تركيا طرفا فاعلاً في المنطقة». وجدد سموه دعم المملكة لاستقرار ووحدة اليمن. وقال «المملكة كانت من أشد الداعين إلى أن يكون لمجلس التعاون موقف حاسم في موضوع تطوير اليمن ورفع مستوى المعيشة فيه إلى أن يصل إلى المستويات الموجودة في بلدان الجزيرة العربية، وهناك برنامج ضخم تقوم به المملكة في هذا الإطار، وهذا من الأسباب التي تجعلنا نتألم عندما نرى القتال في اليمن والخروج عن التعايش السلمي بين أطياف القبائل اليمنية، لأن هذا يفسد ويبدد الموارد ويضيع الفرص، والبرنامج كان يمضي على أحسن ما يرام إلى أن قامت الحرب في اليمن التي عطلت التنمية». وأشار سموه إلى أن المملكة تتفاوض مع إيران لنقل «إيمان بن لادن « من سفارة المملكة في طهران ، وقال « نحن في مفاوضات مع الحكومة الإيرانية للتعامل مع الموضوع على نفس المستوى وترك خيار المغادرة للبنت نفسها ولا نرغب في الدخول في مواضيع سياسية ربما تعطل سفر الفتاة من طهران، ونحن نعتبر هذه المسألة إنسانية الطابع». وعن الدور المطلوب من إيران لتحسين علاقتها مع دول الخليج، أكد سموه إنه لا يطلب من إيران شيئا خاصا لا ينطبق على جميع الدول، إنما التعامل على أسس القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير وحسن الجوار، مؤكدا أن تلك هي صفة العلاقات الطبيعية بين الدول. وأكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ، أن بلاده تولي اهتماماً كبيراً للتوسط لحل الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية، مشيرا إلى أن هناك فرصا لتنفيذ هذه الجهود الرامية إلى إيجاد حل في المجتمع الدولي.وأوضح أوغلو أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وتركيا بلغ ستة مليارات دولار، داعيا إلى زيادة التبادل الاستثماري بين البلدين.