كان يوماً جميلاً ذلك اليوم الذي التقيت فيه صديقي «س» وكنت سعيداً لدرجة الذهول من هذه الدنيا الصغيرة التي على قدر ما تفرق تجمع مرة اخرى فبدأنا نتبادل اطراف الحديث فكان صديقي قد عاد لتوه من بعثة دراسية وكانت عليه بعض علامات التعاسة غير ان وجهه تعيساً في الاصل فسألته عن سر هذه العلامات فتنهد وليته يتنهد ارتفعت درجة حرارة الغرفة ولكن لا بأس بدأ يخبرني عن ذلك السر وقال : عند سفري الى كندا كنت لا اعلم ماذا ينتظرني من عالم مفتوح مليء بالاغراءات التي ان لم تمنع نفسك عنها فلن يمنعك احد فقررت ان اكون ممن يمنع نفسه وهنا كانت لي وقفة وهي اعتزاز بصديقي «الكذاب» الذي يقول بأنه منعه نفسه فقد عاد بعد ان فصل من الجامعة فصلاً اكاديمياً والحمد لله بأنه لم يكن سببه اخلاقياً وكان سبب الفصل هو كثرة الغياب وعند سؤالي له عن اسباب الغياب قال في سبيل الحب «خلي الحب ينفعك يا حبيب» فهل ستجد وظيفة بشهادات الحب التي معك والله لن تجد سوى الرفض من المجتمع الذي منحك الثقة ولم تكن اهلاً لها كم من صادق في عزيمته لم يوفق ولم تتح امامه فرصتك ولكن قد فات وقت الندم وحان وقت الحصاد فأنت لن تجني شيئاً من تلك الارض الخصبة التي وضعت بها حتى التراب ربما تذروه الرياح على وجهك عذراً صديقي ربما تكون الكلمات تزيد من عمق الجراح ولكن لا فائدة من الضماد الآن فقد استفحل الامر وخرج عن سيطرتك لذلك هي صيحة من القلب الى القلب فلتأخذ الامر بجد وتترك سفاسف الامور وتظفر بالعلم فهو خير سلاح لجيل متطور يرتقي بنفسه ومجتمعه وبلاده.