يا معشر الرجال، يا مجتمع الذكور، اعترفوا لنا بحقوقنا، وافسحوا لنا الطريق، أليس لنا حق في الفكر؟!، أليس لنا حق في القلم؟!، قيدتمونا بقيود لم تُقيد بها المرأة منذ فجر التاريخ وحتى اليوم. لقد جاء الإسلام ليفك قيود المرأة وليس ليقيدها، هل حرم الإسلام ما حرمتموه اليوم علينا؟!، وكان للمرأة حرية الرأي، وكان لها حرية الفكر، وحرية القلم، وحرية الحركة العلمية. تعمل في بيتها، وفي مزرعتها، وفي مرعاها، وتتقدم للرجال بالرأي في مجالسهم، لم يجعل الله للرجل عقلاً يزيد به على المرأة، ولكن قوة ساعد، وقوة عضل، لقد كبتم المرأة وأصبتوها بإحباط لا مثيل له، وسلبتم منها ثقتها بنفسها، فجارتكم على ما تقولون وصدقت في نفسها ذلك. أيها الرجال! من فضلكم أعيدوا النظر في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، وانظروا كيف كانت المرأة؟ أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لصحابته الكرام رضي الله عنهم: (اسألوا هذه الحميراء)؟، فهذا دليل واضح وقاطع على أحقية المرأة في العلم، وأنها قد تفوق الرجال في ذلك، فها هي امرأة وصغيرة السن أيضاً يعطيها الرسول صلى الله عليه وسلم الحق في تعليم الرجال ما يشكل عليهم، فهم رجال وصحابة أيضاً وذلك لرجاحة عقلها وعلمها، الشيء الآخر في هذا الحديث أيضاً وصف النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها بالحمرة، ولم يرَ في ذلك ضيراً أمام الرجال أيضاً، فأين أنتم من النبي محمد صلى الله عليه وسلم أيها الرجال المقيدين للمرأة؟!، أليس محمد صلى الله عليه وسلم من قال للخنساء: (هيه يا خنيس) للتقدم المرأة بالشعر الحكيم الحماسي أمام الرجال، وتلقيه لتثير فيهم الحماس بالأحاسيس الشعرية الإسلامية، أليس في قوله: (يا خنيس) دليل على قيام علاقة إسلامية أخوية بين الرجل والمرأة، فهو صلى الله عليه وسلم لم يقل: يا خنساء بل قال: يا خنيس كنوع من التصغير لها. حقيقة لقد قيدتمونا وحجبتمونا عن المجتمع أيها الرجال، وليس هذا من الدين في شيء، فالإسلام أمرنا بالحجاب ولم يأمرنا بالحجب الفكري والعقلي والعملي، وبمعنى أصح لم يشل الإسلام عضو المجتمع الفعال (المرأة) الذي شللتموه وأضعفتم قواه، فاتقوا الله أيها الرجال، وكلامي في هذا المقال يخص ولا يعم، فالمقصود به فئة معينة من الرجال في مجتمعنا، فأنا لا أعم جميع الرجال، هذا وتقبلوا بالغ التقدير . بقلم: حصة عبدالله البقمي بكالوريوس لغة عربية - جامعة الملك سعود