أتوجه لله الخالق الكريم أن يغفر ذنبك ويتجاوز عن سيئاتك وأن ينظر إليك نظرة رضا لا سخط عليك بعدها أبدًا.. وأن يجعلك مع النبي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم في جنّات الفردوس الأعلى. اللّهم إنك تعلم أن السيئة تصيبه لتختبر فيه الحسنة. “ويُبتلى بالجحود ليجد فيه الوفاء” ويرى البغض ويقابله بالحب.. ويصيبه الأذى فيجد به المغفرة والرحمة.. كان يعيش في قفصه الفكري ليصبح نموذجًا فاضلاً.. له قلب لا يتركه كلما أدركه تعب وجد في قلبه منزلة أكبر وأعلى وأسمى. مُجاهد يدرك الحقيقة ويجاهد ليدرك غيرها. غذاؤه في الدنيا التعب والمعاناة.. وكان يراه مخزونه الذي سيلقاه بالبشرى والرضوان.. لم يكن مكانًا له حدود في زقاق تتراص فيه الدكاكين.. ولا في حارة ولا في مدينة.. وكأنّه قارة بأكملها يحمل الحزم والعطف.. والرجولة والحنان. تأسره كلمة طيبة.. ومحا من ذاكرته الكلمات المجروحة.. كلمات المودة تبقى في تاريخه والحب في عطائه والتسامح في طبعه.. مرؤة الأفاضل وتفاؤل الصالحين.. لا يذم.. ولا يشكو.. الحمد لله ديدنه بابتسامة الرضا وشكر النعمة. كريمًا بأبوّته.. بارًا في أهله.. عطوفًا ينشر الفضائل بعميق المعاني. إن غاب عنّا فثماره باقية مشهودة لتمتع وتطرب من يراها فهي عادل وعدنان وأيمن وسناء ووفاء وآسيا. يرحم الله والدكم فقد عاش كريمًا.. ومات رفيع المقام مُجاهدًا عفيف النفس وسامي الروح. ترك الدنيا أحسن وأجمل مما وجدها.. فزادها عطاء ولم يكن زائدًا عليها. رحمه الله رحمة الأبرار.. وأغدق عليه من نعمه مع الحبيب المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم وصحبه الكرام.