قال سعيد عبيد الخبير اليمني في شؤون الإرهاب إن تنظيم القاعدة والذي كان قد بدأ من اليمن، وترعرع في أفغانستانوباكستان والعراق، عاد إلى جذوره ليواصل نموه في اليمن الذي أصبح يشكل اليوم المكان الأفضل للتنظيم وطموحاته. فيما يرى محللون ومسؤولون تحدثوا إلى «وشنطن بوست» أن هذا الفرع لايزال ينمو في اليمن حيث أصبح يقوده الآن جيل جديد من المقاتلين اليمنيين والسعوديين، وقالوا إنهم «يحرصون على تحويل اليمن إلى قاعدة جهادية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها العرب وإسرائيل، مستفيدين من المساحة الشاسعة من الأراضي اليمنية البعيدة عن السيطرة الحكومية إلى جانب استغلال التضاريس الوعرة وغير ذلك من العوامل مثل العداء للسياسات الأمريكية في جذب تعاطف العديد من أفراد القبائل، وإنشاء العديد من معسكرات التدريب. وقال تقرير نشرته صحيفة «الواشنطن بوست» أمس تناولت فيه قصة «القاعدة» في اليمن أنه بالرغم من أن الجماعة ليست قادرة على تنفيذ عملية كارثية ضد الولاياتالمتحدة أو حلفائها حتى الآن، إلا أن المجموعة رغم ما تعرضت له أيضًا من العمليات الفاشلة والانتكاسات تبدي قدرة على إعادة تنظيم صفوفها مسببة الفوضى داخل البلاد»، طبقا للصحيفة التي اضافت «يبدو أن الفرع يحاول ملء الفراغ الذي تركه الهيكل المركزي للقاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن بعد الضعف الذي شابه جراء الهجمات العسكرية التي استهدفته في باكستانوأفغانستان، وبالرغم من عمل فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية بشكل مستقل، فإن قائد الفرع ناصر الوحيشي والذي سبق له أن عمل سكرتيرا خاصا لابن لادن، يعتقد أن له اتصالات قوية مع زعيم تنظيم القاعدة وفق ما يذكره المحللون». وتستطرد الصحيفة بأن الحكومة اليمنية كثفت جهودها خلال العشرة أيام الأخيرة بمساعدات أمريكية للقضاء على فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ويخشى مسؤولون أمريكيون من تحول اليمن إلى بؤرة متفجرة مثل أفغانستان أو باكستان. وأشارت الصحيفة إلى أن محاولة تفجير طائرة الركاب جاءت بعد أقل من 24 ساعة من تمكن القوات اليمنية بدعم الولاياتالمتحدة من شن غارات جوية استهدفت اجتماعًا للمشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة الجنوبية.