رغم معلومات بعضنا وتحذيرات ثلة من خبرائنا ومعرفة معظمنا ببعض المعلومات المتعلقة بتردي أحوال شبكة الصرف الصحي بمدينة جدة (ثاني أكبر مدن وطننا الحبيب)، إلا أنني أعتقد أن الجميع تعرض كما تعرضت أنا، للصدمة ولم يصدق ما حدث فعلا في جدة ! ما حدث كان ولا يزال وسيظل عجيبا بكل المقاييس. لقد كنا وحتى وقت قريب نباهي بما يمكن أن نطلق عليه استراتيجية (التطور العمراني) وما يتبعها من خدمات بما فيها شبكات الطرق السريعة و(الكباري) التي فاخر بها أحدهم قريبا على شاشة إحدى المحطات الفضائية! والشهادة لله أن ما تم إنجازه على صعيد التطور العمراني منذ أقل من 3 عقود يعد سبقا يصعب على كثير من الدول تحقيقه. فها هي بعض الدول المجاورة تفاخر بنهضتها العمرانية رغم تكدس خزائنها وصغر مساحتها. فما بالكم والأمر يتعلق ببلد مترامي الأطراف كوطننا الذي يعادل في مساحته مساحة دول أوروبا الغربية ! لكن أن يتم إنجاز كل تلك النهضة العمرانية دون توفير الأسس المتينة التي يجب أن تقوم عليها، ودون وجود أدنى درجات التخطيط لتحديد ما يصلح وما لا يصلح من الأراضي للبناء عليه، فهنا تكمن المفاجأة التي لم ينتظر أحد أن تكون بهذا السوء.. وأين..؟ في جدة..! ثاني أكبر مدينة من مدن الوطن الغالي . يجب أن نعيد النظر في الأسس التي أقمنا عليها نهضتنا ، فالتنمية البشرية والنظم الإدارية والاجتماعية الحديثة هي ما نحتاجه، لا الخرسانة التي اتضح أنها تفتقر إلى ما يناسبها من بنى تحتية .