تعرضت مدينة الحريضة التابعة لإمارة منطقة عسير والواقعة على ساحل البحر الأحمر إلى موجة من الأمطار الغزيرة التي استمرت في تدفقها على قُرى وهجر مركز الحريضة لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة منذ الساعات الأول من صباح الأربعاء المنصرم، ونتج عن هذه الأمطار التي لم تشهد لها الحريضة مثيل منذ أكثر من 20 عاما كما أكد ذلك مجموعة من كبار السن الذين يقطنونها . ورصدت عدسة “المدينة” تضرر أجزاء واسعة من الطرق والشوارع داخل خيرية الملك فيصل في قلب المدينة واقتلاعت السيول الجارفة المتدفقة من وادي العقدة للعديد من الطبقات الإسفلتية، وتضرر الكثير من شبكات الصرف الصحي نتيجة تحطيم مئات الأمتار من التمديدات الخاصة بالشبكة، وإتلاف أكثر من 40 نقطة تفتيش لهذه الشبكات. وطمرت السيول ملعب تابع لمكتب رعاية الشباب بمدينة الفيصل الخيرية وتسببت في عزل العديد من المواطنين مع أسرهم داخل قراهم ومنها قرية الشروم والنميش، لانقطاع الطرق وعدم تمكن فرق الصيانة التابعة لمركز الحريضة من مواجهة هذا الدمار الذي خلفته السيول، لقلة وضعف المعدات والجرافات المخصصة للمركز . وشهد الطريق الدولي الذي يربط المدينة بطريق مكةجده السريع العديد من الانهيارات للطبقات الإسفلتية مما أدى إلى وقوع العديد من الحوادث المرورية التي اقتصرت أضرارها على تلف للمركبات دون إصابات تّذكر لقائديها، إذ انحرفت ثلاث شاحنات وانقلبت على جانب الطريق فيما سقطت سيارة في جرف إخدودي تكون بفعل قوة جريان السيول على جانب الطريق، بالإضافة إلى محاصرة السيول لعدد من مدارس البنين والبنات لساعات طويلة. وتحدث (للمدينة) عدد من أهالي الحريضة المتضررين من السيول، وهم علي أحمد النوتي، محمد أحمد جبعان، إبراهيم أحمد عسيري، مفرح أحمد عسيري، علي محمد عسيري، محمد علي عسيري والذين أبدوا استغرابهم الشديد من عدم متابعة المحافظة والمركز في الوقت المناسب، لما أحدثته السيول من أضرار وعدم تفاعل مكتب بلدية المحافظة مع حجم المعاناة والاستجابة السريعة لمناشداتهم بفتح الطرق المؤدية إلى منازلهم، مؤكدين أنهم قاموا بإستئجار جرافات على حسابهم الخاص لفتح الطرق المغمورة بمياه الأمطار، في ظل ما وصفوه، بالتقاعس وعدم الاهتمام المطلوب في مثل هذه الظروف الاستثنائية، من قبل مسئولي المحافظة وعلى رأسهم البلدية التي لم تحرك ساكنا وكأن الأمر كما ذكرو لا يعنيهم من بعيد أو قريب. وبينوا أن هذه الأضرار ضاعفت من حدتها التخطيط غير المدروس هندسيا لمجرى “وادي العقدة” الذي يصب من الجبال المرتفعة شمال شرق الحريضة، أدى تغيير المجرى وتضييق مسار الوادي إلى تحول السيول ومداهمتها للمساكن الخيرية في الجمعية، وإلحاق أضرار كبيرة بالعديد من الشوارع واقتلاع عدد من الأرصفة ودخول هذه السيول لعدد أخر من منازل الموطنين. وناشدوا إمارة المنطقة بالتدخل السريع لمعالجة وضع مجرى السيول وحماية هذه المساكن من خطورة تدفق السيول التي تتسبب مستقبلا في كوارث بشرية ومادية. من جانبه أكد محافظ رجال ألمع محمد بن سعود المتحمي أن أنه تم تعميد العديد من الأجهزة الحكومية، ومنها بلدية المحافظة والكهرباء والطرق لمتابعة المواقع المتضررة داخل الحريضة، وسرعة معالجة الطرق التي دمر جزءا من طبقاتها الإسفلتية وإعادة فتحها أمام الحركة، إضافة إلى توجيه البلدية بدعم المركز بالعديد من الآليات لفتح أطرق وشفط تجمعات المياه المحيطة بالإمكان السكنية داخل الجمعية الخيرية وبعض قرى الحريضة، مشيرا إلى أن كافة المواقع السكنية لم تتأثر مباشرة بهذه السيول، ولم يُسجل أي إصابة للطلاب والطالبات الذين تم إبقائهم داخل مدارسهم حتى انتهاء الأمطار والسيول، وتم نقلهم عبر وسائل نقل أمانة إلى منازلهم. تجدر الإشارة إلى أن الأمطار تسببت في انقطاع كامل للتيار الكهربائي داخل المدينة وفي الضواحي والقرى التابعة للمركز، وتم إعادته بعد جهود كبيرة لفرقة طوارئ كهرباء رجال ألمع التي استمرت في إعادة نصب عدد من الأعمدة التي اقتلعتها السيول، ومعالجة عدد من المحولات التي غرقت بفعل الأمطار الشديدة. وتعرضت عدد من المواشي للغرق داخل الحظائر بعد أن سقطت عليها الجدران والأسقف حيث تعرض أكثر من 20 رأس من الماشية لأحد المواطنين بقرية النميش إلى النفوق غرقا.