شيعت العرضية الجنوبية شهيد الوطن زاهر خلوفة العماري، وبينما كان المشيعون يتأهبون لوضع جثمان الطاهر في مقبرة عمارة، بحضور رئيس مركز العرضية الجنوبية ومشائخ القبائل، جاء البشير مخترقا جموعهم ليعلن بصوت يملؤه الأمل بأن زوجة الشهيد انجبت طفلا ليدوي المكان بالتهليل والتكبير والتحميد متفائلين بأن يجعل الله من هذا الطفل مع شقيقيه جنودا في المستقبل يذودون عن حياض الوطن، ويفاخرون بوالدهم الذي لقي ربه شهيدا في ميدان العزة والكرامة يحمي حدود الوطن من شرذمة البغي والفساد الذين دنسوا ثرى الوطن الطاهر. وتحدث والد الشهيد صالح خلوفة العماري بقوله “نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره ونعلم ان الشهيد لم يقدم ولم يؤخر عن ساعته التي كتبها الله له، ولكن فخرنا انه لقي ربه شهيدا فنحن ولله الحمد كان لنا الشرف بالانضمام للخدمة العسكرية، ووالده خلوفة شارك في حرب فلسطين عام 67 ، وكان يتمنى ان ينال الشهادة وأوصانا قبل ان يغادر الى ارض الجهاد مع الجيوش العربية بأن نلتحق بالقوات المسلحة، ولكن امنيته لم تتحقق، ولم يستشهد وعاد الى ارض الوطن وكان دوما يوصيني بأن يلتحق ابنائي بالقوات المسلحة لعلمه ان الشهيد يشفع في 70 من اهل بيته، وقد حصل لنا هذا الشرف بتقديم ابني زاهر شهيدا والحمد لله، ولديه اربعة اخوة هم محمد بالحرس الملكي، وسعد بالقوات المسلحة، وحسين وبندر وهم على استعداد لتقديم انفسهم فداء للوطن. وعبر شيخ قبيلة عمارة محمد عبدالله بن سدران عن سعادته بانتهاء فترة الحرب والانتصار على الفئة الباغية المتسللة لأرض الوطن، وحمدا لله الذي جعل قبائل عمارة تفاخر بأحد ابنائها بين قبائل المملكة قبل اعلان انتهاء الحرب. وقال المواطن عبدالله بن معيض العماري كنا نستعد لوضع الشهيد في قبره ووسط اجواء الحزن التي خيمت على آلاف المشيعين من اهالي عمارة وزملاء الشهيد وصل إلينا قريب زوجة الشهيد ليعلن بين الحاضرين ان زوجته انجبت طفلا، ونحن نستعد لوضعه في اللحد، ليدوي المكان بالتهليل والتكبير وسط دهشة الجميع من هول المصادفة النادرة. وعن حياة الشهيد يقول شقيقه محمد ان ما يميز الشهيد زاهر عن بقية اخوته هو بره الكبير بوالديه، واتسم بحبه الشديد وانضباطه في عمله، ورزقه الله بثلاثة اطفال منهم “أحمد” لم يره لأن ولادته كانت في يوم وفاته اما ابنه صالح يدرس بالصف الأول وسهام 3سنوات، واخي كان يعمل في اللواء العاشر برتبة رقيب ونحن فخورون بنيله الشهادة.