لم يكن مساء الأربعاء عاديا في مخيم الإيواء بمحافظة أحد المسارحة، وذلك عندما نثر وفد جامعة الملك عبدالعزيز الإبداع وجعلوا الجميع ينتشون طربا ويتمايلون مع اللون البحري الذي تشتهر به المنطقة الغربية، وتذكرنا معها أبو سراج وأبو هلال، وأما لعبة المزمار التي تشتهر بها الغربية فقد اثبت الأكاديميون ممن تفخر بهم جامعة الملك عبدالعزيز أنهم محترفون في لعبة المزمار، وأنهم يتغنون ويفتخرون باللون الشعبي لأبناء منطقتهم. وبدأت جولة الوفد بزيارة المصابين من جنودنا البواسل في مستشفى الملك فهد المركزي بجازان، ثم قام الطلاب الذين بلغ عددهم 80 طالبا يرافقهم عدد من المشرفين بزيارة إلى المدارس في مخيم الإيواء، والتقوا طلابها، الذين أشادوا بهذه البادرة الجميلة. وألتقى وفد من جامعة الملك عبدالعزيز برئاسة عميد شؤون الطلاب بالجامعة الدكتور عبدالله مهرجي وبحضور الشيخ علي بن مديش بجوي، الليلة قبل الماضية، وأعضاء الوفد من الأكاديميين ومشرفي أندية الأنشطة الطلابية وطلاب الجامعة بمحافظ احد المسارحة الدكتور متعب الشلهوب. وأوضح د.المهرجي أن مشاركة منسوبي الجامعة لإخوانهم النازحين في مخيم الإيواء ليؤكد حرص منسوبيها على القيام بدورهم في خدمة المجتمع، وان برنامج حب الوطن هي رسالة عز وافتخار لجنودنا البواسل ولإخواننا النازحين، وقال المهرجي :“إننا سعدنا بزيارة سمو أمير المنطقة الذي أسعدنا بتوجيهاته وحديثه والشفافية التي انتهجها في الحوار، ثم قدم الوفد درع تذكاري لمحافظ المسارحة. وبدأ الحفل الثقافي والترفيهي الذي نفذه منسوبوا الجامعة على مسرح المخيم، الذي قام بتقديمه سالم الغامدي وبدع نثرا وشعرا، وتحدث خالد بن محمد الحكمي بكلمة ترحيبية نيابة عن محافظ وأهالي أحد المسارحة رحب فيها بالضيوف وفد الجامعة، وتحدث الدكتور عبدالله مهرجي بكلمة نيابة عن أعضاء الوفد عبر فيها باسمه ونيابة عن معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة الطيب وكافة منسوبي الجامعة، عن حب وفخر الجميع بوطننا، وولاء الجميع لقيادتنا الرشيدة والدفاع عن أرض الوطن والإعتزاز بما يقوم به جنودنا البواسل من جهود وتضحيات سائلا الله تعالى أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها وولاة أمرها. تأثير سلبي وقدم نادي المسرح بجامعة الملك عبدالعزيز مشهدا مسرحيا بعنوان “تأثير سلبي” أبدع فيه الممثلون (حاتم البلوي – فلاح حلواني – وليد حداد – عبدالله الغامدي – محمد الشريف) وقدموا من خلال هذا المشهد المسرحي أن الرفاق السيئين لهم تأثير كبير، وكيف تحوّل “سمير” من طالب مجتهد يحقق الترتيب الأول على زملائه، ثم قدم نادي التراث لوحة فنية جميلة من اللون البحري الذي تشتهر به المنطقة الغربية، وقدم المبدع عبدالكريم الوايلي من كلية إدارة الأعمال عضو نادي التراث بالجامعة مونولوج نال استحسان الجميع. اكتشاف موهبتين وتم تقديم موهبتين من أبناء النازحين إحداهما تم اكتشافها عن طريق طلاب الجامعة من خلال الطالبين محمد الاحمري من كلية الاقتصاد ورامي الصبياني من كلية التربية الخاصة وهو الطفل علي احمد هزازي والذي يدرس بالصف الرابع الابتدائي والذي يقوم بتقليد الأصوات وقد أجاد وهو يتحدث بصوت الفنان المصري اللمبي ، وكذلك الطفلة أمنة حسين فقيهي التي تدرس في الصف السادس الابتدائي وقدمت قصيدة رائعة من تأليفها، وكان يتمنى الغامدي (مقدم البرنامج) للموهبتين بان يكونا من طلبة جامعة الملك عبدالعزيز. المزمار واختتمت السهرة بلعبة المزمار التي قدمها طلاب التراث بالجامعة وشارك فيها عدد من الأكاديميين يتقدمهم البروفسور عبدالله مهرجي، والدكتور عبداللطيف عبد القادر، والدكتور عبدالرحمن الحبيب، والدكتور مأمون بنجر، والدكتور سامي عبد القادر، وأبدعوا وأسروا الألباب بإجادتهم لفن التعامل مع العصا وهي تتحرك بين أصابعهم في تمازج جميل مع حركة أجسادهم، فأسرونا بإجادتهم للرقص كما أسرونا بأخلاقهم وتعاملهم الراقي. اختتمت هذه الليلة التي تعد من أفضل الليالي التي تم تقديمها على مسرح مخيم الإيواء، في بادرة تشكر عليها جامعة الملك عبدالعزيز والتي قال فيها الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز “كنت أتوقع أن تكون جامعة الملك عبدالعزيز هي آخر جامعة تصل إلى منطقة جازان للمساهمة في الأحداث وزيارة المصابين من جنودنا البواسل وإخواننا في مخيم الإيواء، وذلك بسبب الأحداث التي حدثت في محافظة جدة وتضرر الجامعة، ولكنها كانت من أوائل الجامعات حضورا وبهذا العدد الكبير من أعضاء هيئة التدريس وإداريين وطلاب.