كما أبدع الطلاب في هذا العمل التطوعي الجميل كان هناك عمل رائع لبناتنا الطالبات مع عضوات هيئة التدريس في شطر الطالبات حين تشرفت برئاسة وفد جامعة الملك عبد العزيز المشارك ضمن الوفد السعودي الجامعي في دورة الألعاب الجامعية الدولية (يونيفرسياد 25) في مدينة بلغراد عاصمة صربيا شهر رجب 1430ه، كان أشد ما أثار إعجابنا في التنظيم الرائع والأداء الجميل للجنة المنظمة، استعانتها بأكثر من عشرة آلاف متطوع ومتطوعة من طلاب الجامعات الصربية ومن خارج صربيا، لاستقبال ومرافقة الوفود ثانية بثانية والقيام بأعمال الترجمة والمساعدة في تسهيل إقامة الوفود حيث شاركت أكثر من (118) دولة بجامعاتها، وقد علمنا يومها من رئيس اللجنة المنظمة للبطولة أن هذا العدد من المتطوعين والمتطوعات قد تم اختياره من أكثر من عشرين ألف متطوعة ومتطوع سجلوا أسماءهم في الموقع الإليكتروني للبطولة من شتى أنحاء العالم، كان المتطوعون عموماً أحد أهم أسباب نجاح الدورة لرغبتهم الشديدة في خدمة الوفود المشاركة وإظهار أفضل ما لدى شعبهم من حضارة ورقي، استرجعت تلك الذكريات الجميلة عن الشباب الذي قام بأعمال تطوعية في بلغراد وأنا أشاهد شباب وطني الحبيب بالآلاف من أبناء جامعة المؤسس - جامعة الملك عبد العزيز- وقد تحّولوا إلى خلايا نحل منتج وشمروا عن سواعد الجد والاجتهاد، فعندما أصيبت جامعتهم (أم الجامعات) بأضرار السيول الكارثية التي ضربت جدة يوم الأربعاء 8 ذو الحجة 1430ه ودعا داعي البذل والعطاء ورأوا ما أصاب البنية التحتية والمعامل والتجهيزات المخبرية، فهبوا طلاباً وطالبات لتلبية نداء الواجب في الحملة التطوعية الجميلة الرائعة التي أطلقها معالي الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب مدير جامعة الملك عبد العزيز فالتف الجميع حول شعار (جامعتي مسؤوليتي) ووقفوا في ميدان العمل يداً بيد.. الأستاذ والطالب ومنسوب الجامعة وعلى أعلى مستوى بدءاً من معالي المدير نفسه مروراً بوكلاء الجامعة والعمداء وحتى أصغر مسؤول، في حملة رائعة تعزز ثقافة العمل التطوعي وتؤطره في عمل مؤسسي منهجي رائع لإزالة الأضرار وإعادة تأهيل مرافق الجامعة وكان منظراً جميلاً يثلج الصدر وقد فاق الإقبال على الحملة التطوعية كل تصوراتنا كمنظمين لها في عمادة شؤون الطلاب حيث تجاوز من شارك فيها في الأسبوعين الماضيين الخمسة آلاف طالب جاءوا بملء إرادتهم واختيارهم وهم يرون مسؤولي الجامعة يرتدون (اليونيفورم) الخاص بالحملة وينزلون ميدانياً ويتقدمون لإزالة أضرار السيول وإعادة تأهيل المعامل والفصول وبقية مرافق الجامعة. وكما أبدع الطلاب في هذا العمل التطوعي الجميل كان هناك عمل رائع لبناتنا الطالبات مع عضوات هيئة التدريس في شطر الطالبات. لقد وقف رجال الصحافة أنفسهم ورأوا بأم أعينهم جديّة الحملة وحرص الأبناء الطلاب على المساهمة بكل أريحية في تحقيق أهداف الحملة النبيلة، وخاصة عندما قام سعادة الدكتور فهد آل عقران رئيس تحرير جريدة المدينةالمنورة المباركة وثلة كريمة من زملائه بالوقوف بأنفسهم على طبيعة الميدان ومرافق الجامعة وما لحق بها من أضرار في البنية التحتية، ولمسوا حماس الشباب الجامعي ورغبته الصادقة في العمل التطوعي الذي هو ثقافة جميلة رائعة دخلت مفهوم حياتنا اليومية، وهو من أهم مصادر العمل الخيري الذي تدعو إليه كل الديانات السماوية والثقافات البشرية، كما أنه من أبرز سمات المجتمعات المتحضرة، وبهذه الحملة (جامعتي مسؤوليتي) أصبحت جامعة الملك عبد العزيز أول جامعة سعودية تنشئ نادياً طلابياً للعمل التطوعي كما كان لها السبق في إنشاء أندية أنشطة طلابية متفردة مثل نادي الفروسية ، ونادي التراث الشعبي، ونادي الرياضات البحرية، ونادي الرياضات البرية.ولا ننسى أن طلابنا المتطوعين كانوا يقضون جُل يومهم في أعمال التطوع في الجامعة ثم يتجهون مساءً إلى الأحياء المتضررة ليساهموا في أعمال إزالة أضرار السيول ضمن الجهود الاجتماعية والإنسانية لمراكز الأحياء والغرفة التجارية تحت مظلة إمارة منطقة مكةالمكرمة. وأخيراً إشادة مستحقة بمعالي مدير الجامعة الذي أكسبته خبرته الإدارية ونضجه القيادي وحكمته ما جعله يصر ويتقدم بنفسه صفوف العمل التطوعي ويواصل الليل بالنهار حتى بدأت الدراسة الجامعية وعاد جميع الطلاب والموظفون في وقتهم وبدون تأخير.. عادت الفصول والمعامل تعج بالحركة العملية الجادة من أول يوم بل من أول دقيقة صباح يوم 18 من ذي الحجة. والحمد لله من قبل ومن بعد، حمى الله الجميع من كل مكروه وسوء. رسالة: وصدرت ميزانية الخير والبركة تحمل في طياتها بشائر خير عميم لمملكة الإنسانية في ظل ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسنلقي الضوء على بعض مضامين الميزانية في حديث قادم بإذن الله تعالى.