أين الوجوه التي أثرت بلا شرف وساقت الناس نحو الموت والتلفِ نُريد أسماءهم نَبغِي هَوِيَّتهم حتى ولو وصلوا للعجز والخَرفِ صعبٌ على النفس أن يبقُون في حُجبٍ مُحصنين بحرف السين والألفِ صعبٌ على النفس أن تَحميهُم جُدرٌ من بعد أن أصبحوا في حال مُنكشِفِ شهرٌ مضى وقُلُوبُ الخلق داميةٌ والأرض تَحضُنُ ما فيها من الجِيَفِ *** لهفي على الغادة الحسناء مُثْقلةً وَحْلاً وطِينًا وكانت دُرَّة الصَّدفِ غريقةٌ جذبوها من غدائرها والوحلُ يُلبسُها سُودًا من اللُحفِ هَيفاء ما عرفتها الشَّمسُ قد طُرحت للناظرين بقدِّ غير ذِي هَيَفِ تشكو إلى الله مَن باعوا ضمائرهم ليشتروا بِضْعَ أعوامٍ من التَرَفِ من كل ذي ذِمّةٍ سوداء حالكةٍ ويدّعِي أنها أبْهَى من النَّجَفِ (1) يأبى الإلهُ ويأبى عَبْدَهُ أبدًا أن يُدفْنَ الجُرمُ في كَوْمٍ من الصُّحُفِ وأن يَفِرَّ حراميٌّ بسرقَته مُطَوِّحًا بأمانينا على الطُنُفِ لا قد مضى زمن (التبخيرِ) فانتبهوا لسوف يَنْهَشُ كفّيه من الأسفِ موتى الضمير من (السُّحتِ) الذي أكلوا يمشون في الأرض مَشْيَ التّائِهِ الصَّلفِ ولا يُبالون إن أثروا وإن شَبعوا من مات في السَّيلِ أو من مات في الجُرُفِ *** أجدَّةٌ هذه.. إنّي لأنكرها وقد شمَمْتُ الردى في كل مُنعطفِ عروسةٌ بِئسَ ما قالوا وما كذبوا وفوقها بَحر (سَلْحٍ) غير مُنْصرفِ لَسوفَ يجتاحُها يومًا بلا تعبٍ فما له غيرها في الأرض مِن هَدَفِ بُحيرةُ المِسك قد مَرَّ الغراب بها ثم اسْتَحَثَّ جِناحيهِ ولم يَقِفِ قد فرَّ منها وما ابتَلَّتْ قَوادمه لهفى على من جَاوَرُها ألفَ وا لَهَفِي لو أملك الأمر أنْزَلْتُ اللُّصوصَ بها وقُلتُ فلتتسَاقوا خَمْرة الكُنُفِ(2) (1) المقصود النجف الكريستال وليس مدينة (النجف) على ساكنها الرحمة (2) الكنف جمع كنيف وهي تسمية قديمة للحمام