استشهد مساء أمس الأول الملازم حسين القحطاني مدير وحدة مكافحة المخدرات بمحافظة حبونا 90 كم شمال نجران، أثناء عودته من أداء واجبه الوطني، بعد أن أغتالته يد الغدر عند مدخل محافظة ثار برصاصة قتلته على الفور. نقل مدير شرطة نجران اللواء سعيد شايع القحطاني لدى استقباله لأشقاء وأقارب الشهيد القحطاني صباح أمس، تعازي القيادات الأمنية لأقارب وأشقاء الفقيد معتزا بأنه شهيد الوطن، وبذل عمره فداء لترابه الطاهر أثناء قيامه بعمله الرسمي وفي مهمة وطنية لمحاربة المفسدين. من جهته قال مدير مكافحة المخدرات بنجران العقيد ظافر القرني أن الفقيد كان رجلا مخلصا لدينه ووطنه وانه تواجد لمساندة زملائه . وأضاف القرني أن الشهيد انضم إلى ميدان الشرف في عام 1422ه بالعمل في مخدرات نجران بعد تخرجه مباشرة، وتم تكليفه مطلع رمضان 1429ه بقيادة وحدة حبونا ،وخلال فترة عمله كان مثالا لرجل الأمن البطل والشجاع المحب لعمله، علاوة على خلقه الرفيع وروحه المرحة وتواضعه الذي غمر به الجميع، مشيرا أن الفقيد يستحق الترقية منذ ثلاث سنوات. وكان الفقيد تعرض أثناء عودته من مهمة رسمية بمحافظة يدمه ليلة أمس الأول لإطلاق نار، مما أدى إلى انقلاب سيارته، وتعرضه لإصابات بالغة وتم نقله بواسطة الهلال الأحمر إلى مستشفى حبونا، وتوفي متأثرا بإصابته، بعد أن تلقى بلاغا من زملائه في الميدان عن طلبهم الدعم والمساندة في محافظة حبونا بعد قيام سيارة بصدم إحدى الدوريات التابعة لمكافحة المخدرات، وبعد إنهائه المهمة وأثناء عودته قام الجاني الغادر بإطلاق النار على الفقيد فاخترقته الرصاصة من الخلف وأصابته في الظهر وخرجت من صدره لتنقلب السيارة بالشهيد عدة مرات، وأوقفت شرطة نجران مجموعة من الأشخاص على ذمة القضية. من جانبه قال الناطق الإعلامي بصحة نجران صالح ذيبه: إن مستشفى حبونا العام استقبل احد ضباط رجال الأمن وصل متوفيا على اثر إصابته بطلقة نارية بصدره مع وجود بعض الرضوض. من جانبهم قال أشقاء وأقارب الفقيد القحطاني : إنهم فجعوا برحيل ابنهم الفقيد، ولكن عزاءهم انه دون الوطن. وقال ابن عم الفقيد الشيخ عوض أل عميس : إن الفقيد يرحمه الله أفنى عمره لحماية وطنه من تجار المخدرات والمفسدين، مشيرا انه خلال فترة عمله عمل بإخلاص لحماية هذا الوطن وشبابه من المخدرات طيلة فترة عمله في نجران معتبرا استشهاده مفخرة لأهله وذويه وقبيلته وكافة المخلصين في الوطن الكبير، وان الجميع من أهله يتسابقون لينالوا نفس مصيره حبا في الوطن والشهادة للذود عن الوطن . أما شقيقه عبدالوهاب فقال: إن الفقيد كان شخصا متسامحا يعطف على الجميع عرف برقي أخلاقه ودماثتها وكان أبًا لكل أفراد العائلة وأخاً يعطف على الكل متفانيا في عمله مؤكدا فخره باستشهاد أخيه في سبيل الوطن، موضحا أن زوجته حامل بطفلها الثالث وفي شهرها السادس إذ أن الفقيد لديه محمد 4 سنوات ورندا عامان، وان محمد يعاني من مرض مزمن منذ ولادته فهو مصاب بمتلازمة داون، مؤكدا أن والد الشهيد حسين طاعن في السن ومقعد بسبب المرض داعين الله في أن يرزقهم بحسين خلفا لأبيه، وأضاف أخو الفقيد أن شقيقه الشهيد تراكمت عليه ديون بسبب علاجه لإبنه محمد طيلة الفترة الماضية وهو مستأجر منزل في نجران ويقضي جلّ وقته في عمله. والفقيد له أربعة إخوان هم ومشبب خريج جامعي و يحمل شهادة في اللغة الايطالية ولا يعمل، وسعيد في أمن الطرق، وسلطان في القطاع الخاص، وسليم خريج كلية التقنية شبكات وحتى الان لا يعمل !!. وتوافد زملاء الشهيد في جميع القطاعات الأمنية والأصدقاء على ذوي الشهيد لتعزيتهم في ضيافة شرطة نجران، وحظي الفقيد بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، وأمير منطقة نجران مشعل بن عبدالله، ومدير الأمن العام بالمملكة الفريق سعيد القحطاني. وصرح الناطق الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات رائد إبراهيم بن حسن أبو هليل أنه في يوم الاثنين الموافق 4/1/1431ه وخلال قيام إحدى الفرق الأمنية بمنطقة نجران بمتابعة أحد المشتبه في تورطهم بتهريب وترويج المخدرات، تعرض الملازم أول حسين محمد القحطاني للإصابة بطلق ناري غادر في ظهره انتقل على إثره إلى رحمة الله تعالى، متأثراً بإصابته بعد نقله إلى المستشفى . وأضاف انه تم القبض على أحد المشتبه فيهم، وباشرت الجهات المختصة التحقيق في ذلك، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يتقبله من الشهداء .