تعتمد هذه المؤسسات الثلاث على معايير في عملية التصنيف منها جودة البحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب إضافة إلى جودة التعليم وقياس اداء الجامعة من خلال مواقعها الإلكترونية الجامعة هي مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي وتمنح هذه المؤسسة التعليمية خريجيها شهادات أكاديمية في مختلف العلوم وكلمة جامعة مشتقة من الجمع أو الاجتماع حيث يجتمع الناس طلبا للعلم والمعرفة . وأول ما عرفت البشرية الجامعة كان ذلك في بلاد الإغريق ومصر وتعتبر جامعة القرويين في مدينة فاس بالمغرب أقدم جامعة تقدم درجات أكاديمية في العالم وكان ذلك في عام 859م ثم جاءت بعدها جامعة الأزهر في عام 937م وفي العام 1155م أنشئت جامعة السربون في باريس وبعدها أخذ العدد في التزايد . ولكثرة أعداد الجامعات في الوقت الحاضر ظهرت ما يعرف بالمؤسسات التي تهتم بالشأن الأكاديمي وتعمل على تصنيف الجامعات العالمية طبقاً للجودة والانتشار وخدمة المجتمع ، ولقد أقيم في مدينة سنغافورة في الفترة من 22-23 ابريل 2008م ورشة عمل حول تصنيف الجامعات العالمية وقد حضره ما يقارب [40] من كبار مسئولي الجامعات الآسيوية وقد ركز الاجتماع على معايير التصنيف للجامعات العالمية ، ولعله من المفيد الإشارة أن التصنيف العالمي للجامعات عادة ما يختار 500 جامعة تكون المفاضلة بينها حسب معايير محددة قابلة للقياس توزع الأوزان بينها حسب أهميتها للجهة المصنفة . وإذا كان هناك بعض الجهات المهتمة بتصنيف الجامعات على المستوى المحلي فقد برزت ثلاث جهات لتصنيف الجامعات على المستوى العالمي وهي تصنيف ويبومتركس «webometrics» وتصنيف التايمز البريطانية أو تصنيف «THES - QS» وأخيراً تصنيف جامعة جايوتونج شانغهاي «Shanghai Ranking» وتعتمد هذه المؤسسات الثلاث على معايير في عملية التصنيف وتختلف بعض المعايير من مؤسسة لأخرى ومن المعايير المشتركة بين هذه المؤسسات جودة البحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب إذ لا مكان لأي جامعة غير بحثية في قائمة أفضل خمسمائة جامعة عالمية ، إضافة إلى جودة التعليم وقياس اداء الجامعة من خلال مواقعها الإلكترونية وحصول أعضاء هيئة التدريس والخريجين على بعض الجوائز العالمية. وقد ظهرت نتائج تصنيف الجامعات لهذه المؤسسات لعام 2009م ففي تصنيف ويبومتركس احتل معهد ماسوستش للتكنولوجيا المركز الأول في التصنيف وجامعة هارفارد المركز الثاني وكان المركز الثالث من نصيب جامعة ستانفورد الأمريكية . وبالنسبة للجامعات السعودية كان المركز 197 عالمياً من نصيب جامعة الملك سعود إضافة إلى حصولها على المركز ال 21 على قارة آسيا والمركز الأول عربيا في إنجاز غير مسبوق ، تليها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المركز 302 عالمياً وال 31 على قارة آسيا والثانية على المستوى العربي . والجدير بالذكر أن الخمسة المراكز الأولى في تصنيف الجامعات العربية كان من نصيب الجامعات السعودية ، ومن نتائج تصنيف التايمز البريطاني لعام 2009م كان المركز الأول من نصيب جامعة هارفارد تلتها جامعة كامبريدج البريطانية في المركز الثاني وجامعة ييل الأمريكية في المركز الثالث على مستوى العالم ، ويلاحظ عدم ظهور أي جامعة عربية على هذا التصنيف ، وأخيراً من نتائج تصنيف جامعة جايوتونج شانغهاى الصينية لأفضل 500 جامعة على مستوى العالم في 2009م كان المركز الأول من نصيب جامعة هارفارد الأمريكية واحتلت جامعة الملك سعود في إنجاز جديد المركز 429 عالمياً في هذا التصنيف . ولاشك أن تبوؤ الجامعات السعودية لمراكز متقدمة إن كان على المستوى القاري أو الدولي ما كان ليتم لولا الدعم القوى من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة التعليم العالي . وفق الله الجميع لخدمة هذا الوطن المعطاء.