يعرف (الليبراليون) السعوديون أنفسهم بأنهم إصلاحيون. وإصلاحيون هذه تعني أنهم مهتمون بإصلاح الشأن العام بناء على مبادئ وآليات الحداثة. الكلام جميل ولا غبار عليه. من منا بالله عليكم يكره أن يصير وطنه وطنا للمؤسسات والسلطات المنفصلة عن بعضها البعض؟ لا أعتقد أن عاقلاً يريد التفريط في مكسب على هذا القدر من الأهمية، لأنه أسهل الطرق لتحقيق الرخاء والرفاه لكل الناس. لكن أغلب (الليبراليين) لم يروا في كارثة جدة ما يستفز أقلامهم للكتابة إلا بعد ردة الفعل التي أظهرها المتشددون الذين قالوا بنظرية العقوبة الإلهية. أما جدة التي اتضح أنها تعوم على بحر من الفساد فقد كتب البعض عنها من باب أداء الواجب وتجاهل البعض الآخر الكتابة وكأن كارثة جدة وقعت في بلاد الواق الواق! لقد نسي (الليبراليون) كل شيء بل إنهم لم يظهروا اهتماما بأعمال الإغاثة الشعبية إلا بعد أن حاول المتشددون إعاقة أعمال الإغاثة بحجة منع الاختلاط. والمغالطة الكبرى التي لجأ إليها (الليبراليون) هو أنهم حاولوا اختزال كل الإسلاميين بل كل خصومهم من مختلف التيارات في هؤلاء المتشددين. نفس الشيء ينطبق على المتشددين الذين لم يروا في أعمال الإغاثة إلا توفير فرصة ما يسمى بالاختلاط.. وكأن من ترك عمله ودراسته وتبرع بوقته ومجهوده لإنقاذ اخوته وأخواته من الضحايا، سيتناسى الأهوال التي عانى منها المنكوبون وسيستغل الفرصة في إقامة علاقات غير مشروعة مع الجنس الآخر! الليبراليون والمتشددون وجهان لعملة واحدة.