أطلق مهرجان وملتقى الرواد العرب في الأردن والذي أقيم هذا العام تحت عنوان «دورة القدس» وأختتم فعالياته قبل أيام، اسم الراحل الكبير طلال مدّاح (يرحمه الله) على ورشة الغناء والموسيقى بالمهرجان، وذلك تقديرا من المهرجان والقائمين عليه لما قدمه فناننا الكبير من عطاءات وإسهامات استطاع من خلالها أن يسهم بفعالية في انتشار الأغنية السعودية والخليجية والرقي والنهوض بالأغنية العربية. وكان وزير الثقافة الأردني صبري اربيحات قد أفتتح المهرجان نيابة عن ملك المملكة الأردنية الهاشمية وبحضور السفير السعودي في الأردن فهد الزيد، وتم في حفل الافتتاح تقديم أوبريت غنائي بعنوان «القدس» وشارك فيه مجموعة من الفنانين والفنانات الأردنيين. وألقى الفنان المصري محمد صبحي كلمة المكرمين، مؤكدا أن المهرجان الذي يعد تعريف حقيقي وسلاح محبط لعدو الأمة يحتاج إلى دعم مالي من المبدعين أنفسهم، قائلا “أن المبدع طائر يحلق فلنساعده على التحليق”، مضيفاً: “علينا الاهتمام بالمعلم وزيادة أجره لأنه الأساس في بناء الإنسان ثم بعد ذلك العالِم ثم الفنان”. وأما كلمة جامعة الدول العربية فألقاها نيابة عن أمين الجامعة الأمين العام المساعد السفير محمد الخمليشي والذي ركز على أهمية الاحتفاء بالمبدعين لمواجهة ما يحاك للأمة، مبيّناً أن العقول المبدعة أثمن ما تمتلكه الأمة فهي صحوة الأمة وطريق نقلتها. وقد أشتمل الملتقى على ورش تخصصية اختتمت باختتام المهرجان بتكريم عدد من الرواد والمبدعين العرب، وشارك الفنان التشكيلي السعودي عبدالعزيز الضامن في المعرض المصاحب للمهرجان والذي أقيم في المركز الثقافي الملكي في عمّان وقدم خمس لوحات فنية تعبّر عن الوحدة العربية. وفي جانب ورش العمل التي اختتمت بوضع التوصيات مع نهاية المهرجان والملتقى، برزت أوراق المشاركين السعوديين كأهم الأوراق المقدمة لما تضمنته من رؤى استشرافية واقعية للثقافة العربية، وبرزت أوراق محمد الشهري في مجال التلفزيون وقد تحدث عن الفضائيات الخاصة وواقعها الغير مرضي وغياب دورها التثقيفي وطالب بضم الإذاعات الفضائية الخاصة للاتحاد الإذاعات العربية، والفنان عبدالعظيم الضامن في مجال الفن التشكيلي والذي ركز في ورقته على إيجاد ملتقى للتواصل بين المثقفين العرب وتوثيق الحركة التشكيلية العربية وإصدار مكتبة مرئية تتضمن أفلام وثائقية عن الرواد العرب وفتح المجال أمام الشباب للتعرف على إبداعات الرواد والمبدعين لكسب الخبرات عبر ورش العمل التي تقام في المهرجان وذلك بدعوة الشباب الموهوبين للحضور، والصحافي معتوق الشريف في مجال الصحافة والذي قدم في ورقته تشريحا لواقع التمييز والتهميش لبعض الثقافات في الصحافة العربية والدعوة لإنشاء وكالة أنباء مدنية تحت مظلة المهرجان للتعريف بالرواد والمبدعين العرب في ظل تسيّد ثقافة الألعاب الإلكترونية على عقلية النشء إضافة إلى الدعوة إلى إيجاد موقع وصحيفة إلكترونية للمبدعين العرب يكون نواتها الأولى من الإعلاميين المكرمين في المهرجان.