مبتسما، هكذا عهدناك يا سلطان الخير، متفائلا ، هكذا عودتنا إنسانا قبل أن تكون أميراً، وعبر زاويتي الصغيرة هذه التي لم اعتد أن أكون فيها مادحة بل مرآة للحقيقة كيفما كانت، أوجه تحياتي وسعادتي ، ولا أخفي فرحي الذي هو فرح وسعادة كل أسرة سعودية، وكل يتيم ، وكل أرملة، لعودتك بالسلامة، عندما غبت عنا انتظرناك رافعين أكف الضراعة إلى الله تعالى في كل صلاة أن يعيدك بالسلامة إلى أرض الوطن، فأنت وطن بحد ذاتك، فكما يحن الإنسان إلى وطنه في الغربة، كنا نحن إليك، فالمحتاجون والفقراء والمساكين وذوو القربى ، وكل من طرق بابك مرارا وتكرارا ، فلم ترده وكنت عونا لهم في السر والعلانية، اشتاقوا إليك أيضا في سرهم وعلانيتهم. سلطان الإنسان قلما يعرفك الناس، وقلما عرفك الإعلام ، وقلما عرفك المقربون فكيف بالبعيدين عنك، وهنا لا أكتب عن سيدي سمو ولي العهد أو النائب الأول أو وزير الدفاع ، أو عن أحد أولاد عبدالعزيز أو عن صاحب السمو الملكي وكلها ألقاب تشرفت بك، بل أكتب عن «سلطان» الإنسان الذي يقف وراء هذه الألقاب ، أبحث عن الرجل وراء هذه المسؤوليات ، فقد كتبوا كثيرا عنك وعن مناصبك ، وعن أدوارك وأفعالك، ونثروا الشعر بين أياديك البيضاء، وكُتبت المقالات مشيدة بإنجازاتك ، ولكن قلما لمح كاتب أو شاعر لملامح الإنسان داخلك، لم يتلمس أحد سمت شبل الجزيرة، ولا الحب الذي سكنك فلامس قلوبنا دون وسيط، ودون زيف أو رياء، مواقفك ليست فقط مواقف أمير نبيل يمن على هذا أو ذاك، ولكنه نبل الإنسانية في أروع معانيها مجسدة في لمساتك الحانية وشفقة قلبك المحب لفعل الخير ، لن أقدمك، وحاشا أن أصفك وصف المرائين ، ولا وصف المنافقين ، ولن أخلع عليك ما ليس فيك من صفات، ولكن قلبي تختلجه أحاسيس تعجز الكلمات عن وصفها ، ولا أستطيع أن أخطها بقلمي ، ولا ارسمها بريشة ابنتي ولا أعبر عنها بصوت ابني، ولكن بكفين أني أرفعهما في وقت القبول عند الضحى والليل إذا سجى،بأن يبقى سلطان الإنسان هو ما دام الدهر معينا، سلطان الحكمة والدفاع وولي العهد لملك الإنسانية . عسى الله أن يجمع أبناء الملك عبدالعزيز ولا يشتتهم ما دامت الإنسانية، على فعل الخيرات ، ووقفة إجلال وتقدير إلى الأخوة الصادقة من الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي رافق أخاه وشد أزره ، وكان مثالا وقدوة لنا في مفهوم الأخوة والقوة، والصبر والمؤازرة. عودتكم للوطن فرحة وطن، بل أنتم وطن عاد لنا، لكل من عرف وجهكم الإنساني بعيدا عن السلطة والحكم والميزان. وبالرغم من كل مآسينا وحزننا على أهلنا وجنودنا وأطفالنا ونسائنا ، كعادتك تعود لترسم البسمة على شفاهنا كشعاع شمس أو ضوء قمر. فأهلا بكم يا وطن، أهلا بكم في الوطن، أدامكم الله للمليك والوطن ذخراً وعزاً، أدام الله الأيادي الحنونة التي يلجأ لها كل بائس، ومريض ومحتاج، أهلا بك يا سلطان الخير «المبتسم» دائما، وبأخيك سلمان القوة والنشامة والشموخ. اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا منتصرا على كل من يريد أن يغير النعم، اللهم أنت وليت عبدالعزيز وأولاده علينا فاجعلهم ذخراً وعزاً لنا، وانتصر لنا من كل عدو أو باغٍ أو طاغٍ ومفسد، اللهم لا تغير علينا، ولا تخذلنا بعد أن قويتنا وانصر ولاة أمورنا على كل مفسد وفاسد ولا تجعل بأسنا بيننا . واللهم اجعل سلطان بن عبد العزيز لمليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، دعوة موسى لرب العزة والجلال بأن يجعل أخاه وزيرا له وبأن يشدد به أزره. همسة الأسبوع: وعن الإمام جعفر الصادق بن محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب « السلام على رسول الله وآل بيته وصحبه الكرام: «خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، خير الناس أكثرهم خدمة للناس».»إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن ، وللمعادن أصولا، وللأصول فروعا، وللفروع ثمرا، ولا يطيب ثمر إلا بأصول، ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب». * كاتبة سعودية [email protected] http://basmasaoud.blogspot.com