اشتقنا لك يا سلطان الخير واشتاق لك الوطن كثيراً، ونحمد الله أن عدت مكللاً بتاج الصحة، ومزهواً بحلة العافية، لتقف بجوار أخيك خادم الحرمين الشريفين كما تعودنا دائماً عضواً لا يلين، ورأياً لا يخيب، وحجة لا تنقض، ورفيقاً لا يغيب عنه أبداً هنيئاً لوطننا الغالي بعودة سلطان الخير والسخاء لوطنه سالماً غانماً معافى إن شاء الله، وهنيئاً لنا بسلطان الخير وبعودته والعود أحمد، ونحمد الخالق عز وجل كثيراً على عودته معافى بعد أن منّ الله عليه بالشفاء، ونسأل الله كثيراً أن يكون ذلك طهوراً وأعظم أجراً في ميزان أعماله. لقد كان وما زال –حفظه الله– رائداً في كل المجالات، فهو علم في حكمة القيادة لعقود من الزمن، وقد ساهمت حكمته وقيادته في رفعة المملكة العربية السعودية على الصعيدين الداخلي والدولي وهو أمر غير مستغرب لما يتمتع به – يحفظه الله – من مهارات قيادية تعتبر مرجعاً يحتذى به، ومنبعاً من الصفا ننهل منه جميعاً. ومن النادر جداً أن تجد منجزاً في هذا الوطن لم يكن لسلطان الخير فيه بصمة تخطيط أو توجيه أو تنفيذ، حيث تولى – حفظه الله – وزارة الزراعة فبذرت أعماله السدود وحفر الآبار وأعطى القروض فكانت وزارته كالمطر. كما تولى وزارة المواصلات فدبت شرايين الطرق والجسور وسكك الحديد وسهل التنقل والترحال والوصال والاتصال. تسلحت به وزارة الدفاع فأهداها التحديث والرجال، وقرت على يديه سماء الوطن، والحديث عن سلطان الخير بكل ما تعنيه الإنسانية من معاني السخاء والمروءة والنبل تفرضه سجاياه الحميدة وسيرته العطرة ويداه الندية، فهو مؤسس مدرسة الأعمال الخيرية، وداعم للبر، فمشاريعه الإنسانية ساهمت وما زالت تساهم في مساعدة المحتاجين وتلبية احتياجاتهم ومطالبهم. حيث أسس – حفظه الله – مؤسسة سلطان الخيرية لتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية والثقافية محلياً وعربياً وعالمياً؛ فيده البيضاء تشارك طبقات المجتمع بكل فئاته وتلمس احتياجاته. وأسكن المسنين والمعاقين، وبنى الدور للمحتاجين، وأقام المساجد ليذكر فيها اسم الله من الملايين، فيداه الكريمتان بنت الكثير من المشاريع الخيرية التي طالما فرح بها أبناء هذا الوطن. فهذا الوطن مدين للأمير سلطان بن عبدالعزيز –حفظه الله – بعمر قضاه في خدمته منذ نعومة أظافره، وفي مناصب متعددة، وحتى أصبح ولياً لعهد أخيه خادم الحرمين الشريفين، سجله حافل بالإنجازات، لا يقدر عليها إلا الرجال الذين وضعوا رفعة الوطن نصب أعينهم، وهموم الشعب فوق كواهلهم، وصغائر الأمور خلف ظهورهم، والأمير سلطان جدير بذلك وأهل له، فلم يتقلد منصباً إلا وتركه أفضل مما كان عليه، ولم يتول مهمةً إلا وأتمها على أكمل وجه، ولم يبسط يده إلا وجاءت بالخير العميم. ونقول هللي واستبشري يا ديار الوطن، فالوطن لا يطيق فراقك يا سلطان الخير أكثر من ذلك، تواق لرؤيتك بين ربوعه لإكمال مسيرة العطاء والإنجازات، وشعبك مشتاق لابتسامتك التي تشيع الطمأنينة، ولحديثكم الذي يبعث التفاؤل، وابتسامتكم وتوجيهاتكم في حبكم للخير وسعيكم إلى مصالح العباد، لقد جعل الله في وجهكم القبول، وفي قلبكم الرحمة، وفي عطائكم الحكمة. فأنت يا أميرنا المحبوب مدرسة في البر، والإيثار في التواضع، وسماحة النفس في الجود والعطاء من غير من ولا أذى في قضاء حوائج المحتاجين، وتخفيف آلام المصابين والمنكوبين، وأن كرمك لا تحده حدود، وخيرك لا تعوقه مسافات، مدرسةً في قيمة العمل والجد، مدرسةً في التضحية في سبيل الدين والقيم واحترام النفس. سيدي.. نسأل الله العلي القدير أن يقيك من كل مكروه وشر، وأن يحفظك من كل مرض وألم، وأن يدفع عنكم البلاء، ونرفع أكفنا تضرعاً إلى الله ليديم على سموكم نعمة الصحة والعافية بعودتكم لأرض الوطن لكي تكتمل الفرحة، وإنا بعودتك يا سلطان الخير لمستبشرون، وبسلامتك لفرحون.