عندما اختار القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- ولده الأمير سلطان أميرًا على منطقة الرياض وهو لايزال في ريعان الشباب فإنه كان يدرك جيدًا بثاقب نظره أن سلطان في هذه السن المبكرة تبدو عليه سمات الشخصية القيادية المؤهلة لحمل الأمانة وتحمل مسؤوليتها والنهوض بأعبائها، وهو ما أثبته سموه في موقعه ذلك وفي كافة المواقع القيادية التي تولاها عبر ستة عقود من العمل الدؤوب حتى نيله للثقة الغالية من لدن أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما اختاره عضدًا له، ووليّا لعهده وليكون ساعده الأيمن في العمل على تعزيز نهضة الوطن الشاملة ومسيرته المباركة نحو التقدم والنماء والإصلاح والتطوير التي شكلت أهم ملامح هذه النهضة التي يعيشها الوطن تطلعًا نحو تحقيق الرخاء للمواطن السعودي والارتقاء بمستوى معيشته إلى أرقى المستويات والتطلع نحو احتلال الوطن للمكانة السامقة التي يستحقها في مجتمعه الدولي. لم ينس سلطان المحبة خلال مسيرة العمل الشاق لبناء الجيش والجندي السعودي المؤهل المسلح بسلاح الإيمان والعقيدة والمزود بأفضل التجهيزات والتدريبات العسكرية وأرقاها على المستوى العالمي للذود عن حياض الوطن ، لم ينس خلال ذلك كله هموم الفقراء واليتامى والأرامل والمعوقين في بلاده وخارجها فبذل الكثير من أجل إطعامهم وإسكانهم وعلاجهم وتعليمهم وكفكفة دموعهم من خلال العديد من المؤسسات والمراكز التي سخرت جميعها لأعمال الخير. المواطن السعودي وهو يعبر عن فرحته الغامرة بعودة سمو الأمير سلطان يدرك تمامًا أن ولي العهد الأمين الذي استهل كلمته إلى أبناء الوطن بإبداء ألمه لما وصفه ب «الأحداث المأساوية» التي تعرضت لها محافظة جدة من جراء سيول الأمطار يألم لما يألم له المواطن ويحمل همومه ويحلم بآماله وهو ما اتضح بقوله بأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز لن يهنأ له بال إلا بوضع الحلول الجذرية التي تكفل عدم تكرار فاجعة جدة. هذا المواطن يغبط نفسه على القيادة المخلصة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني التي يشكل البعد الإنساني منطلقها الأساس لا سيما وهي تضع هموم المواطن ضمن أهم أولوياتها مشاركة وتفاعلاً وتألمًا.