يعد حب الوطن والانتماء إليه من أهم مرتكزات الوطنية الصادقة والمواطنة الصالحة ، وتحتاج الوطنية إلى تحقيق فعلي وذلك بترجمتها واقعيا من خلال ما ينتهجه المواطن الصالح من مؤشرات تدل على الأمانة وصدق الولاء والتمسك بثوابت الوطن والحرص على مقدراته ، ومن ثم فإن الولاء السياسي للمواطن مبدأ هام وعامل أساسي ضمن منظومة المواطنة الصالحة، ومنذ أن تأسست هذه البلاد على يد الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه والمواطن السعودي يقدم أنموذجا وطنيا قل نظيره ، فسارت البلاد منذ تأسيسها من تنمية إلى تنمية، ومن إنجاز إلى إنجاز، وواجهت التحديات بفضل من الله تعالى ونتيجة لتلاحم الشعب مع وطنه وحكومته ، وبهذا استطاعت البلاد أن تهزم التحديات وتواكب تطورات العالم في كل الفترات التاريخية والتي تعدت المائة عام ، وحفلت تلك الأعوام بثمرات يانعة وفق أرقام قياسية فتكاملت الجودة مع الدلالات والمؤشرات ، وفي كل مرحلة حدثت نقلات كمية ونوعية زادت هذا الوطن تألقا ورفعته عاليا بين مصاف دول العالم أجمع ،وأعظم مرحلة وأكبر إنجاز هو ما تحياه البلاد حاليا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه ، فقد وضحت الأهداف وتحققت أماني المواطن ، وأنتشر الازدهار وعم الإصلاح كل أرجاء الوطن ، ومن وفاء الناس في هذا البلد الأمين أنهم متعاونون في المشاركة بالسراء كل حين بمثل تعاونهم في دفع الضراء ، ولقد مرت فترة تزيد عن عام على غياب صاحب السمو الملكي سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وكان سموه الكريم غائبا بجسده ولكنه حاضر في كل أرجاء الوطن ، وسوف تبقى مواقف سموه الكريم خالدة في رفع كل شأن لوطننا ، وستسجل الذاكرة ما قدمه سموه الكريم في دفع عجلة التنمية إلى الأمام ، كما أنه لا يمكن نسيان شموخ العطاء والأيادي البيضاء لسموه الكريم في أعمال البر للمواطن والخير للإنسانية ، ولهذا فمن كل مكان انطلق دعاء المواطن السعودي لسموه الكريم وتمنى له الشفاء، وهذا ليس بمستغرب من شعب وفيّ استمر في طيبته ووطنيته وولائه ، واستمد قدوته من ثوابته ونهج حكومته الرشيدة في مختلف الظروف والمراحل وفي كل الأيام والأعوام ، واستمرت تلك المشاعر الوطنية النبيلة بما تحمله من نقاء حتى تحولت إلى فرحة لكل الوطن بعودة سلطان الخير إلى أرض الوطن .