أحمد باسويدان من سكان حي الصواعد الذي كان بمثابة الخط الأمامي في مواجهة السيول القادمة من الشرق روى ل “المدينة” قصة نجاته وابنه جهاد واستضافته ل 12 شخصًا لجأوا إليه هربًا من الخطر. يقول باسويدان : كنا عند الساعة التاسعة والنصف نجلس في الخارج نتابع مشهد المطرالذي انقطع لخمس دقائق، قبل أن تفاجئنا سيول آتية من جهة الشرق بقوة، وخلال دقائق تنادى الجيران محذرين، ولم أصدق الأمر في البداية حتى رأيت أناسًا قادمين ركضًا على أقدامهم هربًا من السيل الذي أتى من جهة الوادي، وكان عمال أفغان استضفتهم وبعض جيراني المصريين الذين يسكنون في بيت شعبي بجوارهم، وكان عددهم جميعًا حوالى ال12 شخصًا. ويضيف: بعد أن رأيت المطر يزداد والمياه يرتفع منسوبها سارعت إلى إيقاظ إخواني وصعدت بهم للدور الثاني وعندما رجعت كانت المياه قد وصلتنا في الدور الثاني فلم أتمكن من الخروج لإدخال ابني جهاد -12عامًا- الذي كان ما يزال يلهو في فناء المنزل غير مقدر لحجم الخطر المحدق به، عندها أضطررت ومن معي من الضيوف إلى كسر النافذة الأمامية للمنزل وتوجيه جهاد للصعود إلى مدخل العمارة حتى نتمكن من إنقاذه، وفي تلك الأثناء كانت منسوب المياه قد وصل إلى أعلى المدخل، وأيقنت أن ابني قد يذهب ضحية حبه للمطر، وتمكنا من رمي سلك كهربائي قطعناه من توصيلات المنزل لكي يتحمل قوة السيل ورمينا به إلى جهاد الذي نجح في لفه حول نفسه خمس مرات وربط نفسه جيدًا، وفي هذه الأثناء كنت ومن معي نحاول رفع جهاد إلى النافذة فيما السيل يجرفه ولكننا تمكنا بفضل الله من إنقاذه. واختتم باسويدان: رغم أن جهاد كان محبًا للمطر بشكل جنوني إلاّ أنه أصبح بعد هذه الفاجعة تنتابه نوبات هلع وبكاء وكوابيس حتى في نومه.