تمنح مؤسسة الفكر العربي في ختام مؤتمرها السنوي “فكر 8” يوم غد الخميس، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، جوائزها في مجالاتها السبعة، حيث مُنحت هذا العام لكل من: جائزة الإبداع الإعلامي للكاتب الصحفي المصري سلامة أحمد سلامة، وجائزة الإبداع الفني لساقية الصاوي بمصر، وجائزة الإبداع الأدبي للروائية المغربية زهرة المنصوري عن روايتها “من يُبكي النوارس”،وجائزة الإبداع العلمي لمؤسسة الكويت للتقدّم العلمي، وجائزة الإبداع التقني للبروفيسور إلياس الزرهوني، وجائزة الإبداع الاقتصادي لمصرف لبنان ولحاكم المصرف رياض سلامة، وجائزة الإبداع المجتمعي لقرية بلعين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. سلامة أحمد سلامة.. صحفي “تحت التمرين”! في تقدير معظم المثقفين أن سلامة هو أحد أبرز الكتّاب العرب الذين أثروا الصحافة العربية وتميزوا بالتعبير الصادق عن قضايا واشكاليات وتحديات المواجهة في عالمنا العربي، وركزت كتاباته على تجسيد واقع وحال عالمنا العربي، ولم يقف فيها موقف الناقد المتربص، بقدر ما وقف موقف الناقد البنّاء، الذي يسعي لإصلاح الحال العربي والانتقال إلى واقع أفضل. وتكريمه يمثّل مرحلة من مراحل إزالة الغبار عن الوجه المنير والمستنير لهذا الكاتب الذي عايش وعاصر عمالقة الصحافة المصرية والعربية، وقد شغل سلامة عدة مناصب منها نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام ورئيس تحرير مجلة “وجهات نظر” وصاحب العمود اليومي “من قريب” وأخيرا رئيس تحرير جريدة الشروق التي صدرت مؤخرا، وحصل على جائزة نقابة الصحفيين التقديرية ومنحته ألمانيا وسام الاستحقاق الأول من طبقة أوسمة جمهورية ألمانيا الاتحادية. ويرى سلامة أحمد سلامة أنه من الصعب التنبؤ بالمستقبل، لأننا نمشي ببطء شديد جدًا في الإصلاح السياسي، أما الاقتصادي فإنه يواجه مشاكل، وهناك فروق بين الشعارات أو السياسات المعلنة، وبين السياسات المطبّقة في الواقع، ولذلك من الصعب أن نرسم صورة حقيقة للمستقبل، وصحيح أن الشارع العربي بدأ يتغير، ولكنه تغيير يمر بمراحل بطيئة جدا. قال عنه أحد الكتّاب: لقد بلغ الأستاذ سلامة السبعين لكنه مازال يحمل قلباً شاباً يحرص على الوطن ورفعته، ويملك حماس صحفي “تحت التمرين” من أجل المهنة وإعلاء شأنها، ويتصرف كثوري ضد قيم الديكتاتورية والاستبداد.. يطالب دائما بالتغيير.. تغيير من أجل الوطن والناس، وليس من أجل السلطة والحكام.. ستجده في كل قضية حاضراً كاشفاً من أجل التنوير وإصلاح أحوال الناس. ساقية الصاوي.. من مقلب زبالة إلى وزارة ثقافة شعبية! ساقية الصاوي.. لا يتخيّل زائرها أنها كانت قبل ست سنوات فقط مقلباً للقمامة ترتع فيه حيوانات ضالة وأطفال شوارع، وتحولت الساقية (الواقعة أسفل كوبري 15 مايو بحي الزمالك بالعاصمة القاهرة) إلى منبر إشعاع للثقافة، وصل مداها لجذب الغير المصريين المقيمين بالقاهرة ليتعرفوا على الثقافة العربية. تأسست قبل ست سنوات، لتجمع بين اسم الأديب وزير الثقافة المصري الأسبق عبدالمنعم الصاوي وروايته “الساقية”، لتصبح “ساقية الصاوي” أحد منافذ الإبداع في مصر. يقول المهندس محمد عبدالمنعم الصاوي مؤسس “الساقية”: ((لا أفضّل الحديث عن انجازات الساقية لأني لا أجيد الحديث عن نفسي، وبالطبع حصولها على جائزة مؤسسة الفكر يعتبر تكريم كبير لأنها أول جائزة دولية تحصل عليها الساقية، وإن كانت جائزتنا الحقيقية فيما نقدمه من خدمات ثقافية للمجتمع)). وتطلق الساقية كل عام حملة للمحافظة على قيمة اجتماعية مهمة، مما ساهم في زيادة الدور المجتمعى للساقية وأهّلها لأن تكون وزارة ثقافة شعبية، كما أطلق عليها مثقفون مصريون ورواد الساقية، لأنها تجمع أنشطة ثقافية متنوعة في 15 قاعة ومسرحا. الروائية المغربية زهرة المنصوري.. حوار العرب والغرب روايتها “من يُبكي النوارس” رواية تقوم على شخصيات متعددة الألوان الأنفس والأمزجة، البطولة فيها من جنسيات ومشارب ثقافية متنوعة، لكل منهم ظروفه ومشكلاته الخاصة. والمحور الأساسي في الرواية حوار حول العرب والغرب وموقف الغرب من الإسلام، ومواقف الشخصيات من أوطانها وما يجري فيها، وموقفها من أمتها ومن الانتماء والهوية. مؤسسة الكويت للتقدّم العلمي.. مشاريع علمية أُنشئت عام 1976 بمبادرة من أمير دولة الكويت، ولها دور بارز على امتداد العالم العربي، واضطلعت بتنفيذ كثير من المشاريع العلمية ونشر الدوريات والكتب المؤلفة والمترجمة والموسوعات العلمية، وللمؤسّسة مركز “دسمان” لأبحاث وعلاج أمراض السكر والمركز العلمي للأبحاث والدراسات. وأنشأت عام 1982 قسماً خاصاً بالمطبوعات. كما تقدم منح دراسية وبرامج تدريبية وجوائز للدارسين والباحثين والمؤلفين. البروفيسور إلياس الزرهوني.. 8 براءات اختراع إلياس آدم الزرهوني.. من العلماء العرب الذين أبدعوا في الغرب، فهو يحتل موقعاً علمياً عالياً لم يصل إليه أي عربي قبله في أميركا. عمل رئيساً لمعهد الصحة القومي الأميركي، وفي بدايته انتقل الزرهوني من قرية ندرومة إلى الجزائر العاصمة حيث درس الطب وتابع دراساته في علم الأشعة في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية وسجل 8 براءات اختراع في هذا المجال وأنشأ واحدة من أفضل الشركات العالمية المتخصّصة في تصنيع معدات الكشف عن الأمراض بواسطة الأشعة. وهو رائد عالمي في مجال التصوير الطبقي المحوري المحوسب في الاستخدامات الطبية وفي الرنين المغناطيسي. مصرف لبنان.. الحفاظ على مستوى المعيشة استطاع أن يحمي القطاع المصرف اللبناني من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية من خلال عدة إجراءات وتنظيمات حافظت على نسبة السيولة العالية في المصارف اللبنانية وجنّبتها تبعات الديون. كما استطاع أن يحافظ على قيمة الليرة والاستقرار النقدي في البلاد رغم تعدّد الأزمات، وأدّى هذا الاستقرار النقدي إلى حماية الاستقرار الاجتماعي والحفاظ على مستوى المعيشة خاصة لذوي الدخل المحدود. قرية بلعين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. تجربة فريدة استحقت التجربة الفريدة لقرية بلعين في مقاومتها الاجتماعية (السلمية) النوعية، الاحتفاء والتقدير لما تنطوي عليه من إبداع في مواجهة الاحتلال وجدار الفصل العنصري والاستيلاء على الأراضي وحرق أشجار الزيتون وملاحقة أبناء القرية والتضييق عليهم، حتى بلغت البطالة بينهم 70% ومع ذلك لم يوقفوا احتجاجهم (السلمي) الذي ينظمونه أسبوعياً منذ سنوات للتصدي للاحتلال. وقد لحق بأبناء القرية حوالى 600 إصابة، عدا الشهداء والمعتقلين، لكن ذلك لم يثنهم عن نضالهم ومقاومتهم السلمية النوعية. حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.. اقتصاد ومال رجل اقتصاد ومال، تلقّى علومه في أميركا وحاز على إجازة في الاقتصاد، اكتسب خبرة عريقة في الأسواق المالية العالمية بعد سفره إلى باريس وعمله مع إحدى أكبر الشركات المالية العالمية. عُيّن حاكماً لمصرف لبنان منذ الأول من أغسطس 1993 وحتى الآن. الإبداع الإداري.. جديد العام المقبل ابتداءً من دورة العام المقبل، تستحدث مؤسسة الفكر العربي جائزة جديدة، تضاف للجوائز السابقة. والجائزة الجديدة ستكون “جائزة الإبداع الإداري”، وذلك إيمانًا من المؤسسة بأهمية الدور الإداري في عملية الإبداع. الفائزون بالجائزة العام الماضي * جائزة الإبداع التقني: الدكتور فواز العلبي * جائزة الإبداع الاقتصادي: جمعية الشبان المسيحية * جائزة الإبداع المجتمعي: مشروع مكتبة الأسرة بمصر * جائزة الإبداع الإعلامي: فضائية MBC * جائزة الإبداع الأدبي: الروائية سميحة خريس * جائزة الإبداع الفني: الفنان عادل إمام