قصة ذات عبرة كبيرة وردت إلى بريدي الأليكتروني يقول صاحبها : إنه يعمل بأحد المستشفيات بمدينة جدة، كُلف باستقبال شخصية اقتصادية تتعامل بمئات الملايين في الأسهم، كما يقول، وإكمال إجراءات دخوله إلى المستشفى. وبينما كان في انتظاره عند بوابة المستشفى دار في خاطره سيارته القديمة وخسائره الكبيرة والأقساط التي يعاني منها. وعندها وصلت الشخصية التي عليه استقبالها راكبا سيارة (همر)، كان سائقها يرتدي ملابس أغلى من ثوب الدفة الذي كان يرتديه صاحب القصة. أخذ يقارن حاله بحال صاحب الهمر حتى رأى سائقه ينزله على كرسي متحرك. وهنا لاحظ أن رجله اليمنى مبتورة من الفخذ، وهو ما هزّ مشاعره خاصة عندما أكتشف أن عنده موعدا لبتر رجله الأخرى؟! لقد كان الرجل يعاني من مرض السكر وانتشار الغرغرينا في قدميه الأمر الذي قضى ببترهما. وهنا نسي صاحبنا كلّ مشاكله وديونه، فقد أدرك أن حياة الإنسان لا تقاس بمؤشر الأسهم أو بقدر الملايين التي يمتلكها أو الهمر الذي يركبه. وهنا يقول: «تحسست قدميّ وصحتي فوجدتها تساوى كل أموال و كلّ سيارات العالم، وهذا غيض من فيض من نعم الله، فكيف بنا نحصر الرضا والغضب في مؤشر هبط اليوم وسيصعد غداً»!! إنها دعوة للوقوف مع النّفس وتأمل الحياة من حولنا ، حلوها ومرّها، فليس المطلوب هو التواكل بل أن على الإنسان السعي الدائم للأفضل مع قبول ما يقسمه الله لنا وحمده على نعمه الكثيرة وعلى رأسها نعمة الصحة، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء ...فهل نعرف قيمتها؟.