إن اختيار مجلة فوربس لخادم الحرمين الشريفين يلقي علينا كسعوديين مسؤولية كبيرة ليس تجاه الوطن أو أمتينا العربية والإسلامية بل وتجاه العالم احتفل العالم الإسلامي الأسبوع الماضي بعيد الأضحى المبارك بعد أن منَّ الله سبحانه وتعالى على بعضهم بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام وهو حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً. وكقلب للعالم الإسلامي احتفل وطننا الغالي بهذا العيد كيف لا وهذا الوطن هو المكان الذي احتضن على أرضه الطاهرة ضيوف الرحمن وقدم لهم كل ما من شأنه مساعدتهم في إتمام هذه الشعيرة . إلا أننا كسعوديين عشنا هذه المناسبة الإسلامية الغالية وهي تتزامن مع فرحتين أخريين تخص وطننا الغالي ويجب علينا الانتباه لأهميتهما وتوظيفهما تربوياً. المناسبة الأولى كانت اختيار مجلة فوربس الأميركية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ضمن قائمة الأشخاص الأكثر نفوذا في العالم لهذا العام. ولقد اشتملت هذه القائمة على سبع وستين شخصية عالمية من بينهم رؤساء دول ورؤساء وزراء والعديد من الشخصيات المؤثرة على المستوى العالمي. ومن المهم أن نعي أن خادم الحرمين جاء في قائمة الشخصيات العشر الأوائل الأكثر تأثيرا في عالمنا المعاصر. ومن ضمن المعايير المهمة لاختيار خادم الحرمين الشريفين تمتعه بمقدرة عالية على ممارسة السلطة وتميزه بالحكمة والسياسة في معالجة الكثير من الأزمات العالمية. بالإضافة إلى إسهاماته الاقتصادية والاجتماعية ومبادراته في إغاثة الشعوب المنكوبة ومساعدتها. كما كان لروحه التصالحية التي يتسم بها ونظرته العادلة للآخر المختلف المبنية على أساس من الاحترام والتعايش السلمي . حيث تتمثل هذه الفلسفة من قبل خادم الحرمين الشريفين في مبادرته العالمية المشهورة الداعية الى حوار الأديان ودعوته دائما إلى التسامح والحوار بدلا من الحروب والدمار مما أكسبه تقدير العالم. ولنا أن نعلم أهمية هذه القائمة إذا علمنا أن قائمة العشرة الأوائل ضمت رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما، والرئيس الصيني هو جين تاو، ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بن برنانكي، ومؤسسي شركة غوغل سيرجي برين ولاري بيدج، وكارلوس سليم الرئيس التنفيذي لشركة تلمكس المكسيكية للاتصالات، وروبرت مردوخ رئيس مجلس إدارة مجموعة «نيوز كورب الإعلامية»، ومايكل تي. ديوك الرئيس التنفيذي لمتاجر وول مارت للتجزئة، وبيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميلندا غيتس. أما المناسبة الثانية فتتمثل في نجاح قوات أمننا البواسل في الدفاع عن حدودنا الجنوبية والضرب بيد من حديد على المتسللين. حيث أثبت هؤلاء الرجال أن الوطن في أيدٍ أمينه وأن كل من تسول له نفسه أن يتطاول على شبر من أرض الوطن سيقابل بالحديد والنار. والأجمل من هذا الانتصار العسكري تكاتف الوطن بجهاته الأربع مع قيادته حول هذا العدوان. إن اختيار مجلة فوربس لخادم الحرمين الشريفين يلقي علينا كسعوديين مسؤولية كبيرة ليس تجاه الوطن أو أمتينا العربية والإسلامية بل وتجاه العالم. حيث يجب علينا الالتزام بالإنصاف والتسامح مع الآخر والنظر إلى الحياة بأنها ذات أبعاد عالمية متعددة الألوان والأطياف ويجب احترامها جميعاً. كما أن هذه الفتنة على حدودنا الجنوبية ونجاح الوطن في التعامل معها يحتم علينا جميعا الالتفاف حول القيادة والتكاتف على المستوى الشعبي. فمن الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب جميعنا سعوديون ولا مستقبل لنا دون سفينة الوطن التي يجب أن نضرب على كل يد تحاول خرقها. إننا أيضاً بحاجة إلى إيضاح أهمية هاتين المناسبتين لأبنائنا لكي ننمي لديهم الانتماء الوطني.