حمّل عدد من خريجي الجامعات والكليات وزارة التربية والتعليم والمدارس الأهلية مسؤولية ضياع مستقبلهم الوظيفي وبقائهم في دائرة البطالة، حيث تحطمت آمالهم وطموحاتهم عقب نشر أسماء المعلمين الجدد دون أن يتم ترشيحهم للوظائف التعليمية، كما أنهم صدموا في ذات الوقت برفض المدارس الأهلية لهم بحجة عدم الحاجة لتخصصاتهم. وقال الخريجون إن هذا الواقع كتب عليهم البطالة رغم أنهم يعولون أسرًا ويحتاجون للعمل بعد أن حصلوا على المؤهل الجامعي الذي يمكنهم من التدريس بجميع المراحل التعليمية. أحلامنا تبخرت يقول ماجد العتيبي (لغة عربية): لك أن تتصور مدى فرحتي بتخرجي من جامعة أم القرى بتقدير جيد جدًا حيث حملت وثيقة التخرج وكلي يقين بأنه سيتم تعييني على إحدى الوظائف التعليمية في اقرب وقت.. ولكن وللأسف الشديد طرقت كل الأبواب بداية من وزارة الخدمة المدنية التي تجاهلتنا ولم تخضعنا لاختبار القياس الذي يعد حجر عثرة في طريق مستقبلنا كخريجين نبحث عن وظائف تعليمية أصبحت كالسراب ومن المستحيلات، فالطموحات التي رسمناها في الصغر بحياة سعيدة مستقرة بعد التخرج تبددت وذهبت أدراج الرياح، فإذا لم تكن هناك وظائف تعليمية كافية فإلى أين نذهب؟ وما المصير الذي ينتظرنا بعد أن درسنا وتخصصنا؟ وإذا كان هذا التخصص غير مطلوب، فلماذا تركونا نلتحق به مادام سوق العمل ليس بحاجة إليه؟! وضاع الأمل واستعرض عبدالعزيز المديني معاناته المستمرة مع التعيين على الوظائف التعليمية قائلًا: تخرجت من جامعة أم القرى منذ خمس سنوات تخصص لغة عربية وفي كل عام أقوم بتدوين بياناتي على موقعي وزارتي الخدمة المدنية والتربية والتعليم الا ان جميع ما دون ذهب ادراج الرياح، ومع بداية كل عام دراسي احمل ملفاتي متوجها للمدارس الاهلية الا انها ترفض تخصصنا، وهكذا فإن كل ما تعلمناه ودرسناه في الجامعة يتلاشى شيئًا فشيئًا لعدم ممارسته عملياً، فسهر الليالي أثناء الدراسة الجامعية ذهب سدى ومع كل عام يمضي تتبخر احلامنا. ممتاز مع مرتبة الشرف ويسرد حسن الحساني احد خريجي اللغة العربية من جامعة أم القرى بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف كيف أنه تخرج من الجامعة وكله امل في ان يخدم وطنه في حقل التعليم، الا ان وزارتي الخدمة المدنية والتربية والتعليم لم تتيحا له فرصة اجراء اختبار القياس كغيره من المعلمين الجدد الامر الذي افقده فرصة الالتحاق بالسلك التعليمي هذا العام مما جعله في حيرة من امره حيث وجد نفسه مجبرًا على المكوث عامًا آخر على أقل تقدير في المنزل. لا جدوى ويضيف صالح عواض من خريجي كلية المعلمين تخصص رياضيات: فوجئت بعد تخرجي بعدم إجراء اختبار قياس لنا حيث تجاهلتنا وزارة التربية والتعليم، ولا أزال ابحث في المواقع والمنتديات على الشبكة العنكبوتية عن فرصة عمل ولو مؤقتة الى حين أن يتم فتح المجال أمامنا للوظائف التعليمية. رصيف البطالة ويلتقط سلطان خلف وحاتم الهذلي خيط الحديث بقولهما: في ظل تجاهل وزارة التربية والتعليم لنا اتجهنا للبحث عن وظائف تعليمية بالمدارس الأهلية إلا أنها رفضتنا هي الأخرى بحجة أنهم تعاقدوا مع معلمين وافدين. وناشد سلطان وحاتم المسؤولين بوزارتي الخدمة المدنية والتربية والتعليم النظر في معاناتهم والعمل على إنهائها بعد ان ملوا الانتظار واصبحوا على رصيف البطالة. رأي المسؤول: في حين ترفض المدارس الاهلية استقبال المتقدمين للوظائف التعليمية لبعض التخصصات، أكد مدير عام التربية والتعليم بمكة المكرمة أن المدارس الاهلية ملزمة بتحقيق نسبة السعودة المقررة من خلال تعيين المعلمين السعوديين، لا سيما أنها في حاجة ماسة لبعض التخصصات كاللغة العربية.