ربط الدكتور منصور المزروعي رئيس قسم الأرصاد أخصائي التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز بين كمية الأمطار التي سقطت على مدينة جدة يوم الاربعاء الماضي وظاهرة التغير المناخي الحاصل حالياً ، ولم يستبعد حصول مثل هذه الظواهر الحادة والمتطرفة الفجائية في مناطق أخرى من المملكة. وقال ل «المدينة» ان امطار جدة كانت قياسية وغير مسبوقة من حيث الكمية وهطولها في فترة زمنية قصيرة مما أدى إلى تكون السيول التي داهمت الأحياء الجنوبية الشرقية من محافظة جدة . واضاف أنه من واقع الاستقراء المناخي الطويل لمدينة جدة فقد سبق أن سجلت كميات أمطار عالية تجاوزت 60 ملليمترا خلال اليوم الواحد وكان عددها لا يتجاوز الخمس مرات خلال فترة القياس، لكنها لم تكن بهذا التأثير القوي الذي أحدثته امطار الاربعاء . مشيرا الى أن شهر نوفمبر يعتبر من أكثر الشهور مطرا على المنطقة الغربية من المملكة . ولفت إلى أن العالم يواجه تغيرا في تقلبات المناخ تؤدي إلى حدة وتطرف في الظواهر الجوية، وقال : تاثرت الكثير من دول العالم بحدوث ظواهر جوية حادة وفجائية وسريعة خلال العقود الأخيرة ، تمثلت في ارتفاع درجة الحرارة والبرد الشديد، والجفاف والفيضانات وتكرار العواصف الرملية. واضاف : وبالنسبة لمدينة جدة فإن سقوط هذه الكمية الكبيرة من الأمطار أتى بعد أن عانت المحافظة والقرى المجاورة لها من جفاف لعدة سنوات أدى إلى نضوب العديد من الآبار، مما يرجح احتمال ارتباط هذه الحدة بالتغير المناخي الحاصل حالياً. وكما حصل في محافظة جدة فإن العام الماضي وفي نفس التاريخ تقريبا حصل سقوط أمطار غير معهودة على المنطقة الوسطى سال فيها وادي الرمة لأول مرة منذ ثلاثين عاما تقريبا لأكثر من 1000 كيلومتر ، وسبقها قبل ذلك إعصار «جونو» الذي أصاب سلطنة عمان والفيضانات التي وقعت في مناطق حضرموت باليمن .