من الصعب ان يكتب احد مقالا يتحدث فيه عن اي قضية في العالم وهو يرى اشقاءه وشقيقاته يذهبون ضحية سهلة لفساد اداري او مالي وهذا ما حدث في كارثة عروس البحر الاحمر جدة التي ترملت . وقبل كل شيء يجب ان يخرج مسؤول ويعقد مؤتمرا صحفيا ويضع النقاط فوق الحروف ويشرح ماذا حدث وكيف حدث ولماذا حدث وماذا سيحدث ؟ اهالي الضحايا يغلون من الحزن ويغلون من الغضب على التضحية التي كان ذووهم قربانا لها دون مقابل ، فهم لم يكونوا في الحرب في مهمة وطنية يحمون بها حدود البلاد بل كانوا هاجعين بسلام في اسرتهم ولسنا في بلد تفترسه كوارث الفقر والضنك والحروب والجهل دون ضرب امثلة على ذلك. ما حصل في جدة من الممكن ان يحصل في اي منطقة اخرى في بلادنا ولربما حصل من قبل ولكن الفرق اننا ماضيا كنا في عالم اخر لا يحتوي قنوات فضائية ولا عالما الكترونيا وكأن شيئا لم يكن ولكنه كان وصار واصبح ومرشح لان يحدث ثانية اذا كنا بمعزل عن الحساب والعقاب واذا كان المسؤول لا يعين لكفاءته واذا كان النزيه يبعد ويحارب وينبذ ويشهر به . الضحايا لن يعودوا مرة اخرى ولكن دماؤهم ستظل تستصرخنا في كل لحظات جميلة نعيشها كان من المفترض ان يشاركونا بها . لا بد من ايجاد حل جذري ونهائي لفضيحة وسائل الصرف في جدة مع عقاب صارم للمتسبب ايا كان وضعه او منصيه. ولابد من اقامة اسكان عاجل للمتضررين مع تعويضهم ماديا ومعنويا (مع ان الارواح لا تعوض للاسى) ولابد من تشكيل لجنة عاجلة وطارئة لدراسة ما حدث ومعالجته والتفكير في حالات مماثلة في جميع مناطق المملكة . الكل يتحدث الآن عن الاسباب في المواقع الالكترونية ووسائل الاعلام طبعا ويذكرون امورا ان صحت فهي لعمري جريمة اخرى في حق الضحايا الذين ذهبوا ضحية للجشع والفساد الضارب باعماقه. انظروا الى التقرير التالي نقلا عن شبكة النبأ المعلوماتية (حذرت منظمة الشفافية الدولية (ترانسبرنسي انترناشيونال) في تقريرها السنوي لعام 2008 الذي نشر في برلين من ان الفساد في البلدان الفقيرة يشكل «كارثة انسانية» حقيقية فتاكة مشيرة بشكل خاص الى العراق والصومال وبورما وهايتي. ولفتت هوغيت لابيل رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية التي يقع مقرها في برلين في بيان الى ان: الفساد ربما يكون مسألة حياة او موت في الدول الاكثر فقرا لا سيما عندما يكون الامر متعلقا بالمال (الواجب توفيره) للمستشفيات او المياه الصالحة للشرب.وتنشر المنظمة غير الحكومية كل سنة منذ 1995 مؤشرا للفساد على اساس تصنيف 180 دولة وفقا لتحليل مجموعة دولية من رجال الاعمال والخبراء والجامعيين. وقالت لابيل ان استمرار الفساد والفقر بمستويات عالية في عدد من المجتمعات الدولية هو اشبه بكارثة انسانية دائمة لا يجوز السماح بها. بحسب فرانس برس. ويتدرج المؤشر من عشر نقاط بالنسبة لدولة تعتبر نظيفة الى صفر بالنسبة لدولة تعتبر فاسدة. ووضعت المنظمة في اعلى تصنيف الدول الفاسدة الصومال والعراق وبورما وهايتي. وافضل البلدان المصنفة كدول نظيفة هي الدنمارك والسويد ونيوزيلندا اذ بلغ مؤشر كل منها 9,3 نقاط تتبعها سنغافورة مع 9,2 نقاط. اما الدول الاكثر تقهقرا فهي بلغاريا وبوروندي والمالديف والنروج وبريطانيا. لكن تقدما ملحوظا سجل في البانيا وقبرص وجورجيا وجزيرة موريشيوس ونيجيريا وسلطنة عمان وقطر وكوريا الجنوبية وتونغا وتركيا بحسب المنظمة.) سؤال بريء جدا اين موقعنا من الدول اعلاه؟