قال الضَمِير المُتَكَلِّم ( طَلْبَقَه الله ودَمْعَزَه): يا أهل جِدّة انسوا أحزانكم وحاولوا أن تتناسوا موتاكم، وتجاهلوا ممتلكاتكم المفقودة؛ واستبشروا وأقيموا الأفراح والليالي الملاح، وارقصوا السامري والمزمار؛ فأمانة جدة تلطفت وتكرمت بتشكيل لجنة لرَصد آثار الأمطار؛ هذا ما صرح به وكيل الأمانة للتعمير والمشاريع (السيد إبراهيم كَتْبخانة) ؛ ولعل سعادته نسي أن يخبرنا هل هذه اللجنة دائمة؟ وكم سيقبض أعضاؤها من انتدابات أو بدلات؟ عَجَبَاً كنت أعتقد أن مسؤولي الأمانة سيتحملون مسؤولياتهم أمام الوطن والمواطنين؛ فَيُقَدم المقصر منهم استقالته؛ أو يقدم اعتذاره مع الوعد بحلول عاجلة تمنع تكرار تلك الكوارث؛ ولكنهم اكتفوا بتشكيل اللجنة وكأن الأمانة تخلت عن المسؤولية ؛ ففي نص تصريح ( كَتْبخانه: أن الأمطار التي شهدتها جدة بلغت كميتها «72.5» ملميتراً وهي كمية كبيرة حتى على شبكات التصريف العالمية التي لا تتجاوز «26» ملميتراً ) !! فهذا التصريح يريد ذرّ الرماد في العقول قبل العيون ؛ فعلى الناس أن يقتنعوا بأن الأمطار التي تهطل بغزارة لأيام وشهور على بعض الدول دون أضرار ؛ أقل بكثير من أمطار جدة ! يا جماعة الرحمة !! وكفاية استخفافاً بعقولنا؛ فزمَن (نحن الأفضل والأحسن والأكمل والأمْثَل)؛ وَلّى وَرَحَل ؛ فالعالم يا هؤلاء أصبح قرية واحدة؛ وقبل أن تلقوا باللائمة على كمية المطر؛ أين التخطيط ؟ وأين المهندسون البواسل؟ وأين أموال المشاريع السابقة؟ وهل نفذت؟ وإذا كانت نفذت فكيف ؟ إنه باختصار القصور الإداري؛ وإنها العشوائية التي حَولَت (جِدّة من عروس إلى عَجوز )؛ وحتى تستعيد جِدّة شبابها، وتلبس ثيابها التي نزعها المطر؛ على أهلها الطيبين أن يقيموا صلاة الاستغاثة ويدعوا الله أن لا يأتيهم المطر ؛ ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. ألقاكم بخير ( طَلْبَقَني الله ودَمْعَزَنِي). فاكس : 048427595 [email protected]