يأتي الأمر الملكي الكريم بالتمديد لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح الحصين لمدة أربع سنوات بمرتبة وزير، وأعناق بعض (المزايدين) على وطنية الشيخ قد استشرفت قرارًا يكلل (نضالها) المجيد في كشف النوايا، ويعزز (جهودها) الحثيثة الرامية لتجريد (المخلصين) من وطنيتهم، بحيث يكون تتويجًا لوقوفهم موقف الأوصياء على سرائر أُناسٍ عُرف عنهم الولاء للقادة والوطن، والاشتغال بالعمل الجاد في سبيل رفعة بلادهم (المملكة العربية السعودية)، لكنَّ رؤية القائد الحكيم أتت بما لا يتوافق وأماني المزايدين. مشكلة بعض كتَّابنا أنهم يظنون أن أحدهم بإمكانه أن يتحقق على يديه ما يريده هو، وهذا يُعدُّ قصورًا في الرؤية، وتمثُّلاً لقول الشاعر العربي: وما أنا إلاَّ من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد ليس من النصح أن يسعى المفكر، وصاحب القلم لإشغال الرأي العام بأفكار متسرّعة في سبيل تحقيق مجدٍ شخصيّ، أو حظوة شعبية. أَمَا وقد صدر الأمر الملكي بالتمديد لمعالي الشيخ الحصين، فإنني آمل أن أقرأ لهؤلاء رأيًا متجرّدًا -وهذا ما ينادون به- يبيّن مكانة وأهليَّة الشيخ لهذه الثقة الملكية، كيف لا وقد صدرت من ولي الأمر الذي يتوجب في حقنا -كمنصفين ومثقفين- أنْ كما وقفنا مع قراراته الماضية أن نقف بذات القوة مع قراره الحالي، وإن لم نفعل ذلك فقد وقعنا أسرى لذاتيتنا، ومعاييرنا المزدوجة، وأصبحنا في نظر قرّائنا من (المطففين) أصحاب المكياليَن. ليس بيني وبين الشيخ الحصين صلة قرابة، أو مصالح شخصية، سوى ما عرفته عنه من جدية، وإخلاص، ووعي بالمهام التي يقوم بها من خلال عمله في رئاسة شؤون الحرمين، وسعيه الدءوب في سبيل إنجاح ملتقيات الحوار الوطني؛ ليكون متمثَّلاً في السلوك، لا حبرًا يُسكب على الورق، عرفته عن قُرب خلال زيارته هو وبعض المحسنين لبعض قرى محافظة القنفذة، حيث كان بسيطًا في حديثه، متواضعًا حتّى في جلسته، لطيفًا مع الجميع، ولقد عُرف بولائه المطلق لدينه، وولاة أمره، ووطنه، ولم يكن في يوم من الأيام على جبهة من جبهات ما عُرف ب(الجهاد) في الخارج، حيث عاد أولئك بفكرين مختلفين، الأول (تكفيري) لا يعرف إلاَّ لغة السلاح والقتل، والآخر (ممسوخ) يقف ضد كل ملمح ديني متسترًا بحجة الخوف على المجتمع من الغلو والتطرّف، لذا كانت الثقة، وكان التجديد، فهل فهم المزايدون الدرس؟ * بمناسبة العيد نقدّم تحية إكبار وفخر واعتزاز لأبطالنا على جبهات الجهاد في جنوبنا العزيز، وندعو لهم بالثبات والنصر، وليعلموا أننا معهم أينما حلّوا، فهم فخرنا، وتاج رؤوسنا، وحماة أمننا، فلهم منا تهاني العيد كلها.