(الكلمة الطيبة صدقة) ثلاث كلمات لها من السحر والتأثير الشيء الكثير. فهي تليّن الحديد، ترسم البسمة على وجوه العابسين، تطفأ غضب الغاضبين، تُعطي الأمل لفاقديه، تنجز، تنتج، تُسعد، كيف لبلاغة اللغة العربية هذا السحر الرائع في شرح معنى ثلاث كلمات ببلاغة كهذه؟! ناهيك عن الأجر والمثوبة.. (صدقة) أي حسنة، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. (تبسّمك في وجه أخيك صدقة)، فهذه البسمة، أو الكلمة الطيبة تزيل كل الضغائن من القلوب، تفتح الصفحات الجديدةالبيضاء، تجبُّ كل البغضاء القديمة. عندما يقول المدير لموظفه: (يعطيك العافية)، فإنه بكلمتين يخفف عنه حدّة العمل، ويدفعه للاستمرار والإنتاج، عندما يقول المعلّم للطالب: (أحسنت.. بارك الله فيك) فهو يدفعه للأمام والاجتهاد أكثر. عندما يقول الزوج لزوجته: (تسلم الأيادي.. شكرًا) فهو يزيد بذلك رابطة الحب والتآلف بينهما، ويخفف عنها التعب والوهن. بالتحية والسلام، وبسمة خفيفة على الشفاه تمحو الظنون والأحقاد بين الزملاء والأصدقاء. أيّ بلاغة رائعة مثمرة جميلة تحملها سنتنا الشريفة الطاهرة، ببضع كلمات تُطفئ الغضب، وتوصل المقطوع من العلاقات، وتنير الدروب، وتدفعنا للإنتاج والاستمرار. أكثير على أي مسؤول أو راعٍ أو قائد كلمة: شكرًا، أحسنت، يعطيك العافية .... الخ أن يتفوه بها لمرؤوسه؟! لو يعلم هذا المسؤول مدى تأثير هذه الكلمة على موظفيه وطلابه وأهله.. لأكثر منها وجعلها عادة يحلّي بها لسانه، ويرفع بها معنويات مَن هم تحت إمرته. تمامًا كما هو عندما يمدحه رئيسه، ومن يعلوه في المنصب. فمعاملة الآخرين كما يحب أن يُعامل هي معادلة صعبة عند البعض، مع أنها واضحة أمامه، وبسيطة، ولا ينقصه إلاّ تأمّلها وتطبيقها بكسر الغرور والتكبر الذي يعتري نفسه، والتواضع للغير.