اتهم وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الهند بدعم الإرهابيين في باكستان بما فى ذلك مناطق متاخمة لأفغانستان. وزعم قرشي في مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) ان باكستان لديها "أدلة دامغة على تورط الهند وتدخلها في بلوشستان والمناطق القبيلة التي تديرها الحكومة الاتحادية( فاتا)، وتتكون هذه المناطق من 8 مقاطعات تقع بمحاذاة الحدود الافغانية التي ابتليت بالتمرد الاسلامي. وفي بلوشستان وهو اقليم يقع على الحدود الجنوبيةالغربيةلباكستان ثار المتمردون ضد الحكومة المركزية عام 2004 مطالبين بالحكم الذاتي وبحصة اكبر في الأرباح من المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية، وقد قتل مئات في هجمات بالقنابل والمداهمات التي نفذها المتمردون فضلا عن الاعمال الانتقامية التي قام بها الجيش والقوات شبه العسكرية. وقد دأب الجيش الباكستاني والقيادة المدنية على القول إن الهند تدعم حركة تحرك طالبان باكستان وهي منظمة جامعة ينطوي تحت لوائها اكثر من 12 جماعة إسلامية متشددة يعتقد أنها تقف خلف عدة هجمات انتحارية منذ عام 2007 من قلب المنطقة القبلية التى تديرها الحكومة الاتحادية بجنوب وزيرستان. وقال قرشي الذي كان يتحدث عن دور هندي مزعوم للهند دعما للمتشددين " على الهند أن تتوقف عن مثل هذه الاعمال الشائنة "، وأضاف " ما لم تتوقف الهند عن عدائها نحو باكستان فإن فرص التوصل الى سلام قابل للنمو وأمن في المنطقة في جنوب آسيا سيكون مراوغا وسيفلت من ايدينا". وجاء هذا البيان بعد أسبوعين من تصريح وزير الاعلام الباكستاني قمر الزمان كيرا والمتحدث باسم الجيش الميجور جنرال أثار عباس للصحفيين ان باكستان لديها أدلة دامغة على تورط الهند في تمرد جنوب وزيرستان، وقال عباس إن كميات هائلة من الاسلحة والذخائر والاجهزة الطبية والادوية الهندية التي يستخدمها مقاتلو طالبان قد تمت مصادرتها من الاقليم المتمرد. وخاضت الجارتان الهند وباكستان 3 حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947 كما غزت الهند شرق باكستان عام 1971 دعما لانفصاليي البنغال الذين خاضوا حرب عصابات ضد الحكومة في اسلام اباد ما أدى إلى نشوء ما يعرف اليوم ببنجلاديش، وكانت الحربان الاخريان عام 1948 و1965 بشأن السيطرة على إقليم كشمير الواقع فى منطقة الهيمالايا ويقسم الدولتين الآن. ومن المعتقد أن باكستان رعت المقاومة المسلحة من قبل الانفصاليين الكشميريين في الجزء الذى تديره الهند وصارت القوتان نوويتان عام 1998 وبعدها بخمس سنوات أطلقا عملية سلام تحت ضغط من المجتمع الدولي الذي شعر بالقلق من امكانية اندلاع حرب ذرية بينهما تدمر المنطقة التي تضم خمس سكان الارض. وتوقفت محادثات السلام التي بدأت مطلع عام 2004 منذ مذبحة عام 2008 التي قتل فيها 166 شخصا على مدى 3 أيام في مومباي العاصمة المالية للهند و يزعم ان جماعة عسكر طيبة للانفصاليين الكشميريين ممن يتخذون من باكستان قاعدة لهم نفذوها. وشكا قرشي من أن الهند مترددة بشأن استئناف حوار السلام رغم أن باكستان تحاكم ال 7 أعضاء من عسكر طيبة المسؤولين عن مذبحة مومباي، وقال إن المحاكمة ضدهم " قد بدأت الان وسنواصلها بقوة. إنها محاكمة شديدة التعقيد حيث لها أبعاد داخلية وخارجية". وحث وزير الخارجية الباكستاني الهند على ضرورة دعم نيودلهي لاسلام اباد في جهودها ضد الإرهابيين الذي قتلوا الاف الاشخاص في عدة هجمات انتحارية بالقنابل وغيرها من الهجمات عبر باكستان بينما تستمر المحاكمة. وقال قرشي " نعتقد أن المشاركة الدائمة والحوار الهادف ضروري. وانهيار الحوار لن يصب الا في خانة أولئك الذين لا يريدون السلام في المنطقة"، وأضاف " ليس ثمة بدائل أخرى. والان على الهند أن ترد وان تتفاعل، باكستان مستعدة لاستئناف الحوار المركب في أي وقت وان تقيم سلاما دائما مع الهند ".