جبل الرحمة الجبل الذي يقف عليه الحجيج يوم عرفة يحتوي على كتابات إسلامية مبكرة وأخرى من القرن العاشر الهجري ، ويتوسط قمته بناء كعلَمٍٍ للجبل ، ويصعد إليه بواسطة درجات في جهته الجنوبية ،وبأسفله من الناحيتين الجنوبية والغربية قناة لعين زبيدة ، وبأسفله العديد من البرك القديمة التي كانت تملأ ماء يشرب منه الحجاج . وهو يقع على مسافة خمسة وعشرين كيلو مترا الى الجنوب الشرقي من مكةالمكرمة ويرتفع حوالى سبعمائة وخمسين مترا من سطح البحر . من جانبه اوضح فضيلة الشيخ الدكتور أحمد محمد البناني أستاذ العقيدة والأديان بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصعد جبل الرحمة ولم ينقل عنه انه صعده نهائيا، بل وقف أسفل الجبل ومن اعتقد ان صعود الجبل سنة فهو مبتدع، ويظهر ان تسلق الكثير من الحجاج هو نتيجة للجهل فيجب على من اراد الحج ان يتفقه فى دينه ويعرف أمور حجه. وأضاف أن هذا الجبل فى الأصل لا يسمى جبل الرحمة وإنما هو جبل عرفات، وقد بيّن النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الوقوف عند الجبل ليس فرضاً ولا واجباً إنما سنة لمن استطاع، وعرفة كلها موقف ومن وقف في أي مكان فهو في المشعر، فقد تم حجه والرسول الله صلى الله عليه وسلم قال "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف وأرفعوا عن بطن عُرنة"، ومن أعتقد أن الجبل هو المخصص بالوقوف فهو اعتقاد خاطئ وقال صلى الله عليه وسلم خذوا عنى مناسككم، ومبيناً أن المقصود ب "الحج عرفة" هو أنه من أدرك الوقوف بعرفة في ساعة من ليل أو نهار قبل طلوع شمس يوم العيد فإنه يعتبر أدرك الحج، ومن فاته الوقوف فقد فاته الحج، ويتحلل من إحرامه بعمرة. ومن ناحية الحكم الشرعي يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : إن الصعود على جبل عرفات ليس من الأمور المشروعة ، بل هو إن اتخذه الإنسان عبادة بدعة ، لا يجوز للإنسان أن يعتقده عبادة ، ولا أن يعمل به على أنه عبادة ، والرسول صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على فعل الخير ، وأبلغ الناس في تبليغ الرسالة ، وأعلم الناس بدين الله ، لم يصعده ولم يأمر أحداً بصعوده ، ولا أقر أحداً بصعوده فيما أعلم ، وعلى هذا فإن صعود هذا الجبل ليس بمشروع ، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف خلفه من الناحية الشرقية قال : (وقفت هاهنا ، وعرفة كلها موقف) وكأنه صلى الله عليه وسلم يشير بهذا إلى أن كل إنسان يقف في مكانه ، وان لا يزدحموا على هذا المكان الذي وقف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم" .