هذه هي المسؤولية الاجتماعية والثقافية التي وعتها الجامعة الإسلامية ممثلة في مديرها معالي د/ محمد بن على العقلا، فالمسؤولية الاجتماعية التي أصبحت «موضة» المؤسسات الاقتصادية، لاتقتصر على تقديم المساعدات المالية والعينية للفقراء والمحتاجين، بل تشمل التنمية الثقافية، والبحث عن حلول للمشكلات المتجذرة في الصحة والتعليم والعمل والثقافة، وهي مسؤولية المؤسسات العلمية والتربوية، من خلال البحوث والدراسات الميدانية، أو اللقاءات المفتوحة، بين المسئول وقيادات المجتمع الفكرية والإدارية، لكشف الغطاء عن المشكلات المتجذرة في مناحي الحياة المختلفة، ومناقشتها بشفافية، من خلال اللقاءات والحوارات المفتوحة مع المسئولين، كما هي مبادرة الجامعة الإسلامية لبحث مشكلات التعليم مع المسئول الأول صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم في أمسية اللقاء المفتوح التي نظمتها الجامعة الإسلامية بمقرها بالمدينةالمنورة يوم الأحد 15نوفمبر 2009م وحضرها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة وحرمه صاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت سعود بن عبد المحسن التي أضفت بهاء وتألقا على القاعة النسائية ببساطتها ورقتها. لم تقصر الجامعة لقاء الأمير « وزير التربية والتعليم» على منسوبي الجامعة، بل دعت نخبة من المسئولين ومسئولي الصحف والكتاب والمثقفين لحضور اللقاء ومناقشة الخطة التطويرية المستقبلية، الخطة التي تضمنتها كلمة صاحب السمو الأمير فيصل والتي وضعتها الوزارة للنهوض بالعملية التربوية التعليمية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مما وسع نطاق الحوار ومده على مساحات واسعة من صفحات الصحف التي حضرت اللقاء، وبذلك تصل الخطة والحوار بكامل تفصيلاته إلى المواطن – قارئ الصحف- المهموم بالقضايا الوطنية، بشفافية، بدلا من حجب الخطط في أدراج مكاتب المسؤولين، وكأنها من الأسرار الحربية، كما كانت تعاميم المسئولين المرسلة إلى الإدارات المختلفة تحمل كلمة « سري» ختم الكتمان، المضحك حد البكاء لأن « شر البلية مايضحك» أن تلك التعاميم كانت تتسرب بين الموظفين حتى تخرج من جدار المؤسسة بشكل سري أيضا ثم تصبح إشاعة يتصدى المسئول لنفيها جملة وتفصيلا! ربما لذلك حظي لقاء الأمير بذلك الحشد الكريم من المسئولين والكتاب ومسئولي الصحف للاطلاع على الرؤية المستقبلية لخطة تطوير التعليم التي تسعى لتجويد التعليم العام، الذي وصل إلى حالة من التردي نتيجة السياسات السابقة العشوائية والمتسرعة، والتعاميم المختومة بالسرية، كي لاتتيح لذوي الخبرة والاختصاص وأصحاب الرأي مناقشتها، وكشف عوارها، كالتقويم المستمر الذي فرض على المرحلة الابتدائية فرضا متعسفا حتى مدارس التعليم الخاص لم تنج منه، لأن فكر التسلط كان مهيمنا على المؤسسة التعليمية في قطاعي البنين والبنات والمدارس الحكومية والخاصة، فمن يلجأ إلى المدارس الخاصة هربا من تردي الأوضاع في المدارس الحكومية، لا ينج من فرض القرارات العشوائية والمتعسفة المختومة بالسرية والتي تكون نتيجتها الفشل في الفهم والتطبيق والنتائج، كالتقويم المستمر ، أسوأ قرارات الإدارة أو الوزارة السابقة، الذي طبخ في سرية وفرض بديكتاتورية دون دراسة للنتائج الخائبة التي وصلت إليه مخرجاتها، وسيدفع صغارنا ضريبة هذه القرارات، التي عبر عنها الطفلان، فراس ومعن الظاهري، في الفاصل الذكي الذي نظمه المسئولون في الجامعة الإسلامية، المشكلة تكمن في الطلبة الذين تخطوا المرحلة الابتدائية والآن على عتبة المرحلة المتوسطة يواجهون لأول مرة رعب الاختبارات بعد أن أمضوا ست سنوات لايعرفون معنى الاختبار ولا ورقة الأسئلة أو ماذا تعني ورقة الإجابة! كلمة سموه المتضمنة خطة الوزارة تناولت كل جوانب الشكوى، أو أنها وضعت يدها على الجراح المفتوحة التي أهملت مع سبق الإصرار والترصد في الفترات الماضية، وتركت تنزف طاقات الوطن وتهدر قوته الكامنة في الأجيال المتلاحقة حتى استفحلت البطالة واسترخت بين شبابنا وشاباتنا بعد أن رفضهم سوق العمل بمزيد من الإصرار والترصد، وكأن قدر أبناء الوطن أن يطحنوا بين رحى تعليم فشل في مهمته وسوق عمل يرفض مخرجات تعليم فاشل، اضطرهم إلى فرض اختبارات القياس، وهي معاناة تجبر الطلبة والطالبات وأولياء الأمور على الدخول في نفق مظلم ليس في آخره ضوء! الشكر لسعادة الأستاذ الدكتور الخلوق الإنسان محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية على تنظيمه لهذا اللقاء المهم وعلى دعوته الكريمة واهتمامه المباشر واحتفائه الكريم كما أشكر الكاتب المبدع الزميل الأستاذ عبد الله الجميلي مدير الشؤون الثقافية بالجامعة الإسلامية على متابعته والشكر أيضا للأستاذ أحمد الحيدري مدير العلاقات العامة بالجامعة الإسلامية على متابعته واهتمامه والشكر أيضا للشاب الخلوق عادل الرشيدي. سعدت بلقاء الدكتورة خيرية السقاف ، لم يكن لقاء عابرا بل لقاء امتد لساعات ، حتى وأنا أغادر الفندق في الصباح الباكر ، شملتني برعايتها وتوديعي وإهدائي كتاب « الوقف وبنية المكتبة العربية» للدكتور يحي محمود بن جنيد زوجها الذي تفخر به! هذه الأيام العشر المباركات أتمهن الله لكم بالصالحات، ووفقكم الله لعمل الخيرات، وكتب لكم أجر الواقفين بعرفات.... من رسالة sms .