سارعت حكومات العالم أمس لاحتواء متحورة جديدة لفيروس كورونا تحتوي على نسخ عديدة، فأغلقت إسرائيل حدودها أمام المواطنين الأجانب فيما سجّلت أستراليا أول إصابة على أراضيها ب»أوميكرون» وأثارت المتحورة الجديدة الشكوك حيال الجهود العالمية الرامية إلى احتواء الوباء جرّاء المخاوف من أنها شديدة العدوى، ما أجبر العديد من الدول على إعادة فرض تدابير لم تكن تتوقع العودة إليها. في الوقت نفسه يسابق العلماء الزمن لتحديد التهديد الذي تمثّله المتحورة الجديدة، خصوصًا بشأن إن كان بإمكانها الالتفاف على اللقاحات المطوّرة حاليًا. وأعلنت دول عدة فرض قيود على السفر من جنوب إفريقيا، حيث اكتُشفت المتحورة أول مرة، بما فيها قطروالولاياتالمتحدة وبريطانيا والسعودية والكويت وهولندا. وكانت أنغولا أول دولة إفريقية تعلّق الرحلات الجوية مع جيرانها في المنطقة لمنع تفشي المتحورة، وفق ما أعلنت ناقلتها الوطنية. لكن إسرائيل كانت الأكثر تشددًا في إجراءاتها إذ أعلنت الأحد إغلاق الحدود أمام جميع الأجانب في مسعى للحد من تفشي الفيروس، في قرار يأتي بعد أربعة أسابيع فقط من إعادة فتح حدودها أمام السياح في أعقاب إغلاق طويل جرّاء كوفيد. لكن المتحورة بدأت تنتشر ورصدت في مختلف دول العالم، من هولندا مرورًا بهونغ كونغ وأستراليا، حيث أعلنت السلطات الأحد اكتشفاها أول مرة لدى مسافرين قدما من جنوب القارة الإفريقية خضعا لفحص كوفيد بعد وصولهما إلى سيدني. وأدى اكتشاف أوميكرون إلى إعادة إحياء الانقسامات الجيوسياسية التي فاقمها الوباء فسارعت الولاياتالمتحدة للإشادة بشفافية جنوب إفريقيا في الإعلان عن المتحورة الجديدة، في تنديد مبطّن بطريقة تعامل الصين مع المعلومات بشأن ظهور الوباء. وأشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت «بعلماء جنوب إفريقيا لتعرّفهم السريع على المتحورة أوميكرون وبحكومة جنوب إفريقيا لشفافيتها في مشاركة هذه المعلومات، والتي ينبغي أن تكون مثالاً يحتذى به للعالم بأسره». لكن جنوب إفريقيا اشتكت من فرض تدابير حظر سفر «قاسية» وغير منصفة لأنها كانت أول بلد يرصد المتحورة، التي وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها «مقلقة». وقالت وزارة خارجية جنوب إفريقيا «يجب الثناء على العلم المتميز وعدم معاقبته».