قضى شاهدًا في الرجال شاهرًا للشعرِ والنخلِ وللجمال من مثل الثبيتي .. محمد حين يمسكُ قلمهُ الأنيق ويَخُطُّ القصيدةَ لوحةً في الجدار ؟! ***** يراهُ المبصرون سلسبيلَ الشعرِ العربي الحديث يتدّفقُ صورةً وعذوبةً وخيال يلمُ شتاتَ الينابيعِ لمَصَّبٍ في الروح فَيَهِلُّ الربيعُ في فصلِ الخريف وتتسامى الكلماتُ شَهداً على حدِ موس ******* حين يكتبُ الثبيتي قصيدةً يُولد فصلٌ جديد لا يشبهُ الفصول يتناولُ ذائقةَ المتلقي لمرابعِ الصحراءِ ويَستَهلُ الكتابةَ نجمةً في السماء ***** الثبيتي كان موغلاً في اللغة والصورة والتواصيفِ الحالمة تدَثّرَ بالكتبِ في المكتبةِ العامةِ بمكةَ المكرمة .. وقرأ حتى أمسكَ بالمفرداتِ المُلهمة .. وقال: "ضَمّني ثمَ أوقفني في الرمال.. ودعاني بميمٍ وحاءٍ وميمٍ ودالْ " ****** كان رحمه الله يُشعِل في لغةِ قَصيدهِ غِيرة الكلمات .. كل واحدة تقول دعها وخذني لاستواء القافية واحتواء عطايا البيانِ ومواقفِ الرِمالْ. ***** يبوح فجرًا .. فتشرقُ القصيدةُ كالشمسِ دفئًا وسحراً حلال كتب مجموعة من الدواوين الشعرية الآسرة على ورقٍ وقصاصات ثم جمعها بعناءٍ وعناية.. في بعضِ دواوين (عاشقة الزمن الوردي - تهجيت حلمًا - التضاريس - موقف الرمال - وقصائد حيثما يُلقي مفاتيحه..). ****** كان للنادي الأدبي بحائل قَدَمُ السَبقِ وفضلُ المبادرةِ في جمعِ إنتاجهِ الأدبي كاملاً في كتاب واحد (الأعمال الكاملة لمحمد الثبيتي). ****** حصل الثبيتي على جوائز أدبية وحققَ مكانة شعرية مستحقة في الوطن العربي كأحد رواد ورموز شعر الحداثة.. لقبوه ب(سيد البيد) لارتباط حياته وشعره بالنخلِ والليلِ والصحراء.! ****** رحمَ الله أبا يوسف الكريم الخلوق المتواضع فقد مرَّ مرورَ كِرام الشعراء وأبقى للشعر السعودي والعربي قصائد من حرير تمثل تجربةً فريدة أضاءت سُبلَ القصائد الحية التي شبهها ذات بيتٍ بليغ بالناس (القصيدةُ كالناسِ تحيا .. لها يومُ سعدٍ ولها يومُ بُوسْ)