أكد عدد من السياسيين والصحفيين اللبنانيين أن تمادي الطبقة الحاكمة في تجاهل تطوير العلاقات اللبنانية والخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة أدى إلى طفح الكيل ووقوع المحظور، مؤكدين أن لبنان وطن أسير تحت وطأة حزب الشيطان وعوّل السياسيون والصحفيون اللبنانيون في تصريحاتهم على وقوف الشعب اللبناني بكافة طوائفه ومكوناته السياسية في وجه الاحتلال الطائفي ممثلًا في حزب الله، ومؤكدين ضرورة تقديم رئيس الجمهورية والحكومة استقالتهم ضمانا لعودة لبنان إلى حضنه العربي. وقال الكاتب الصحفي يوسف دياب: إن كل الفرص التي منحت للبنان منذ سنوات لم يثبت أنه دولة بمعنى الكلمة، وللأسف الممارسة والتجارب تثبت أن هذه الدولة ملحقة بدويلة حزب الله التي هي امتداد لأجندات طائفية تسعى للسيطرة على المنطقة بشكل واسع، ونشر المليشيات الإرهابية لافتًا إلى أن رئاسة الجمهورية للأسف تؤمن غطاءً دستوريًا شرعيًا طائفيًا لسلاح غير شرعي في لبنان. وأضاف المشكلة ليست وجود أزمة بين العلاقة السعودية واللبنانية، بل هناك أزمة لبنانية داخلية، كما قال وزير الخارجية السعودي، وخلية الأزمة اجتمعوا ولم يخرجوا بشيء،وهذا في غاية الاستسلام الكلي،لأن قرار الدولة اللبنانية بيد حزب الله الذي يأخذ تعليماته من الخارج، لمصلحة من يقايضون بدم الشعوب العربية للأسف لتحصل على مكاسب على مستوى المنطقة. وأكمل: يجب تسوية الأزمة، والحل يكون بفصل دويلة حزب الله عن الدولة اللبنانية، ويجب على لبنان تقديم رؤية واضحة للدول العربية على أنه دولة عربية وليس دولة ملحقه اومرتهنة مسلوبة الإرادة. أما النائب السابق، ومؤسس «المركز اللبناني للبحوث والدراسات» فارس سعيد فقد قال: المسألة تتجاوز قضية تصريحات وزيرالإعلام قرداحي، إنما هي تفصيل في مسألة أخرى أكبر وأهم،ألا وهي تحديد هوية المنطقة على المستوى الثقافي والسياسي وتحديد نظام المصلحة العربية. وأضاف: ينقسم لبنان إلى قسمين،الأول:يدعم نفوذ حزب الله،والثاني:يدعم عروبة لبنان كما نصت عليه مقدمة الدستور اللبناني وهي:أن( لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه عربيُّ الهوية والانتماء)،وإذا أراد فريق من اللبنانيين وهو حزب الله تحديدًا أن يسلخ لبنان عن واقعه العربي،ويضعه في النحو الإيراني،فمعناه أنه يهدد الدستور اللبناني أيضا. وطرح فارس عدة تساؤلات: هل حزب الله ينسف العقد الاجتماعي السياسي الوطني الذي أبرمه اللبنانيون في عام 1989م والذي وضع حدا للحرب الأهلية في لبنان؟وهل هو يتراجع عن هذا النص وهذا الدستور وهذه الوثيقة،مضيفا: هذه الأسئلة الحقيقية التي يجب توضيحها؟ وأوضح: علينا نحن اللبنانيين أن نختار بين توجهات الحزب البائس، أو نظام البلد وعروبة لبنان، وعلينا أن نختار بوضوح أن نكون بجانب المملكة العربية السعودية،إلى جانب المصلحة العربية. وأكد أن الحل يكون في لبنان من خلال منصة وطنية عابرة للطوائف والشخصيات والأحزاب تطالب برفع الاحتلال الإيراني للبنان،بدءا بالمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية، وقال بكل اسف نحن وطن أسير تحت الاحتلال الطائفي من جهته أكد السياسي والصحفي توني أبي نجم أن بعضهم نظر إلى الإجراءات التي اتخذتها المملكة ودول الخليج العربي، على أنها كانت بسبب تصريحات قرداحي،ولكنهم تجاهلوا كل الوقائع من سنوات إلى اليوم،وكيف أن حزب الله يؤذي المملكة بشكل مباشر،سواء من خلال فتح معسكرات لتدريب للحوثيين،وأنه يقاتل من بيروت إلى اليمن،وكيف أن حزب الله يحرّض على المملكة يوميا،ويصدر المخدرات لها،وصول إلى قضية شربل وهبة وغيرها. وأضاف:أصبحت المملكة ودول الخليج تتعامل مع دولة هي بالظاهر دولة عربية،إنما بالفعل ، مستشار رئيس الجمهورية يتفاخر بأن رئيس الجمهورية يقول: إنهم بمحور الممانعة، وكل هذا بسبب انصياعهم لتعليمات حزب الله، الأمر الذي جعل لبنان بموقع المعادي لدول الخليج العربي،وبالتالي يعمل عكس مصالحه العليا،من أجل تنفيذ المصالح الإيرانية في المنطقة. وأكد أنه لايمكن التعويل على الأغلبية الحاكمة في لبنان المنتمية لحزب الله،والمطلوب من اللبنانيين جميعا،الوقوف بوجه حزب الله حتى لو كان مكلفا،وبوجه المشروع االطائفي الذي يمثله حزب الله،وسيجدون العرب كلهم واقفين مع اللبنانيين،أما الرهان على المسؤولين الموجودين حاليا فهو رهان خائب. من ناحيته أوضح انطوان الراعي نائب رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية: أنه يوجد في المملكة اكثرمن 200 ألف لبناني،وخيرات اللبنانيين من هذه المنطقة، ولابد من وجود إستراتيجية واضحة للتعامل مع أشقائنا الخليجيين وأشقائنا العرب عموما، لذلك لا بد من تغييرالسياسة الخارجية بالكامل