تؤكد طالبان أنها تحارب المخدرات التي يقوم عليها الاقتصاد الأفغاني وتشكل المورد الرئيس للبلاد وحتى الحركة استفادت منها. وفي مزرعته الضخمة للقنب في الجنوب، يعلم غلام علي في قرارة نفسه أن ذلك لن يحصل. ويمكن رؤية حقله المحاط بجبال صغيرة، بوضوح على طول الطريق الرئيس في منطقة بانجواي بولاية قندهار. وعلى امتداد أكثر من ثلاثة هكتارات، يبلغ ارتفاع نبتات القنب بطول الإنسان، من الأخضر الداكن إلى الأصفر القش وتنبعث منها رائحة حادة. ويقول غلام علي (30 عاما) الذي يعتمر عمامة سوداء «إنها المزرعة الأكثر ربحية أكثر من أي فاكهة أخرى وأكثر من الأفيون الذي يتطلب استثمارات وموادا كيميائية أكبر». ومنذ عشرين عامًا، تعتاش عائلته المكونة من عشرين فردًا من هذا الحقل، وتقيم في منزل صغير مصنوع من الطين. أوضاع الأسرة متواضعة إلى حد ما، لكنها أفضل من المعايير الريفية الأفغانية. يذهب جميع الأطفال إلى المدرسة وفي موسم الحصاد تستعين الأسرة بعمال من الخارج. يقول غلام علي وهو ينظر إلى أطفاله الأربعة بحنان «من السهل جدًا أن ينمو القنب هنا في ظل هذا المناخ». وصرح حاكم قندهار الجديد الملا يوسف وفا لوكالة فرانس برس «لن ندع المزارعين يزرعون» الحشيش وخشخاش الافيون. وهو الذي كان عندما كان «حاكم الظل» النافذ لطالبان في الولاية، يمول المتمردين عن طريق فرض ضرائب على المخدرات.