محمد صلاح حامد محروس غالي ابن قرية نجريج والتي تقع في مدينة بسيون بمحافظه الغربية في مصر عاش في أسرة متدينة ومتوسطة الحال مكونة من أب يعمل في التجارة وأم ربة منزل وله أخ وأخت، ولم يستطع الالتحاق بالجامعة بسبب الظروف المادية فقرر الالتحاق بمعهد اللاسلكي، وعشق كرة القدم منذ صغره، وكان طموحه أن ينتقل إلى القاهرة، وظل يبحث عن فرصة اللعب في أي من الأندية الكبرى ولكنه بعد جهد وتعب وجد فرصة أن يلعب ضمن فريق الناشئين لنادي المقاولون العرب بالقاهرة في عام 2006، وبدأ بعدها في الانطلاق مع ناديه وبدا كعادته كل ما يصل إلى مرحلة فإصراره وطموحه يجعله يفكر إلى الوصول إلى مرحله أكبر فقرر اللعب في أوروبا فلعب لنادى بازل السويسري وبعدها فكر في درجه أعلى فلعب في تشيلسي وفيورنتينا وروما، وطوال تلك الفترة وهو يسعى ويحاول ويجاهد في تحقيق طموح أكبر وفرص أفضل إلى أن وجد نفسه في نادي ليفربول الإنجليزي وكان وقتها ليفربول من الأندية المتوسطة في الدوري الإنجليزي، في ليفربول تفجرت كل طاقاته وكأنه بركان ثائر ليحطم فيها كل معاناته من الجهد والتعب منذ الطفولة إلى الآن. فاستطاع أن ينال ويخطف لقب هداف الدوري الإنجليزي لمدة ثلاثة أعوام متتالية، وساهم بشكل كبير في حصول فريقه على بطولة أوروبا والدوري والكأس، وأصبح محمد صلاح أفضل لاعب في العالم. وبالرغم من ذلك النجاح الذي لم يحققه أي لاعب عربي أفريقي أو حتى آسيوي ما زال «محمد صلاح « كما هو فالشهرة لم تغير في تواضعه وتدينه وسجوده بعد كل هدف شكرًا لله تعالى واحتضانه لأسرته ولأهل قريته وحبه لمصر ومنتمٍ لعروبته. يكفينا أنه حقق أمانينا التي كنا نحلم بها منذ فترة طويلة، وهي هل ممكن يأتي لاعب عربي يهز عرش الكرة العالمية ويكون زعيمًا عليها. رغم كل التحديات التي واجهها محمد صلاح منذ طفولته إلا إنه استطاع أن يثبت للجميع أنه لا مكان للمستحيل، فهو يثبت كل يوم بأنه نموذج رائع وقدوة حسنة للجميع وخير سفير للمصريين والعرب، إذ استمر في كسب قلوب محبيه ليس على مستوى مصر أو الوطن العربي بل العالم بأكمله، إلى أن أصبح الآن من رموز كرة القدم العالمية. ولنا أن نفخر جميعًا بهذا اللاعب المصري العربي الأسطورة الذي أصبح عند العالم والإنجليز خصوصًا مضرب مثل وشخصية تتمتع بكاريزما، وهو ما يعزز وينقل الصورة المشرفة للعرب جميعًا، ويكفي لنا فخرًا أن يدعوه الأمير ويليام دوق كامبريدج في حفل جائزة إيرث شوت المقام في العاصمة الإنجليزية لندن لحل المشاكل البيئية، وما لفت انتباه الجميع هو الحوار الشيق الذي جمع الأمير ويليام وزوجته بعد ختام الحفل، بجانب الكلمة التي ألقاها وحذر فيها من التلوث المائي. أتمنى من الشباب العربي أن يعتبروا فخر العرب مثالًا ونموذجًا رائعًا يحتذون به في حياتهم، وأن يجسدوا بأنه ليس هناك مستحيل بالعزيمة والإرادة والصبر وقوة الإيمان قادته إلى تحقيق كل أمانيه، إلى أن أصبح اليوم نجمًا يضيء سماء الكرة العالمية.