يعتقد ناشرون أن الصناعة جاهزة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من هذه التقنية، إلا أن هنالك تحديات لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها وسيظل العنصر البشري مطلوباً في هذه الصناعة مستقبلاً. وتقول بيانكا ماتسيك مديرة إحدى دور النشر الأوروبية إن ما لمسناه خلال السنوات الخمسة عشر الأخيرة في أوروبا زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة النشر بشكل ملحوظ، وهو ما أدى لتقليل عدد الموظفين، خاصة في مشاريع الكتب، وتطوير النماذج الذكية لمعظم دور النشر. رغم ذلك، أكدت ماتسيك خلال الجلسة الثانية لمؤتمر الناشرين الأول بعنوان "هل قطاع النشر جهاز للذكاء الاصطناعي"، أنه لا يمكن استبدال العنصر البشري بالذكاء الاصطناعي خاصة في الأمور الأدبية والفكرية، وأضافت "الأنشطة الروتينية يمكن أن تستبدل بأعمال من الذكاء الاصطناعي، في النهاية لابد من وجود عامل بشري يقرر ماذا يمكن أن يصدر، والاطلاع على البيانات، الإعلان والتوقيت والاستخدام الخاطئ للكلمات وغيره". وعبرت بيانكا عن أملها في أن "يكون الذكاء الصناعي لابساً لكافة القبعات ويعمل في الترجمة والتسويق وغيرها". من جانبها، تتفق نور الحسن المدير التنفيذي لإحدى دور الترجمة أن صناعة النشر جاهزة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن كل صناعة تعانق هذه الظاهرة بطريقة أو بأخرى، وقالت "رغم أن لدينا الترجمة الآلية، إلا أن الذكاء الاصطناعي لن يستغني عن الإنسان، خلال العام 2020 كان هناك زيادة بمعدل 22 في المائة بعدد المترجمين". وتابعت "السلبيات هي أن الآلية تتقادم ولا تدري ما هو المناسب ثقافياً وحضارياً لكل ترجمة، يجب أن يكون لدينا تدخل بشري في عالم الترجمة الآلية". إلى ذلك، يرى علي مزرعة المدير التنفيذي لمعهد للتحول الرقمي العربي أن أعتقد أن صناعة النشر تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير وقوي، وأضاف "ما زلنا جديدون في استخدام الذكاء الاصطناعي، صناعة النشر جاهزة، الترجمة ناجحة جداً، البشر موضوعيون وهذا غير موجود في الذكاء الاصطناعي". يذكر بأن مؤتمر الناشرين الأول قدم على مدى يومي الاثنين والثلاثاء جلسات متنوعة في صناعة النشر، وذلك ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب المقام حالياً في واجهة الرياض. ويأتي المؤتمر بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهو أول مؤتمر من نوعه يقام في المملكة لبحث تحديات صناعة النشر المحلية والإقليمية والدولية بمشاركة خبراء وقيادات في صناعة النشر من مختلف دول العالم.