إن مبادرة المملكة العربية السعودية في عام رئاستها لمجموعة العشرين الماضي؛ كانت هي المرة الأولى التي يجتمع فيها وزراء الثقافة كمسار ثقافي على هامش اجتماعات قمة المجموعة انطلاقًا من إيمانها بأهمية الثقافة ودورها المؤثر في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز سبل حمايتها، والتنمية المستدامة، والثقافة بصفتها محركًا للنموّ الاقتصادي والتبادل الدولي كما تطرق الوزراء إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الأنشطة الضارة بالتراث الثقافي مع استعراض أفضل الممارسات والتجارب، إلى جانب مناقشة كيفية إنتاج المحتوى الثقافي واستهلاكه ونشره بمسؤولية واستدامة عن طريق تسخير التكنولوجيا والابتكار، وترسيخ الثقافة لتكون محركًا للنموّ الاقتصادي. لا شك أن مشاركة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة كنائب رئيس في هذا الاجتماع الوزاري لوزراء الثقافة لمجموعة العشرين هذا العام الذي أقيم في العاصمة الإيطالية، يعكس في حقيقة الأمر ما تعيشه المملكة من نمو وازدهار في كافة المجالات الثقافية والفنية، وسعيها المتواصل للحفاظ على التراث الثقافي الوطني ودوره التاريخي والإنساني، حيث أن المملكة قطعت أشواطاً كبيرة في الحفاظ عليه؛ والعالم اليوم يشاهد الكثير من المواقع الأثرية في المملكة التي تم تسجيلها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي وهذا يعطي دلالة واضحة على ما تحظى به هذه المواقع من عناية واهتمام بالغ من جميع الجوانب من القيادة الرشيدة -حفظها الله-؛ مع اتاحتها للزوار والمهتمين والسائحين من كافة دول العالم مما يعزز دورها في الوعي الإنساني والعمق التاريخي البشري. كما أن إشارة سمو وزير الثقافة في كلمته للمملكة بالتزامها بتعزيز الحوار الدولي حول سبل تعافي قطاعات الثقافة والإبداع من تداعيات جائحة كورونا المستجد، ووصولاً إلى تحقيق الإمكانات الكاملة لهذه القطاعات هو لتأكيد الواضح على استمرار جهود المملكة العالمية التي بذلتها خلال ترؤسها للمجموعة العام السابق لمواجهة تداعيات جائحة كورونا وآثارها الصحية والاقتصادية وكيفية إنقاذ الدول النامية من خلال وضع سياسات واستراتيجيات عاجلة وطارئه لمساعدتهم على مواجهة هذا الوباء.. دون إغفال دور المؤسسات الثقافية المهم والكبير في التوعية والتثقيف مع محاولة إيجاد حلول لاستمرار النواتج الثقافية والفنية والإبداعية وتخفيف تداعيات الجائحة عليها.